للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رواية بريدة بن الحصيب الأسلمي:

قال الحافظ أبو بكر البزار (٢٧): حدثنا عبد الرحمن بن المتوكل، ويعقوب بن إبراهيم واللفظ له قالا: حدثنا أبو تميلة، أخبرنا الزبير بن جنادة، عن عبد الله بن بريدة، عن أبيه قال: قال رسول الله : "لما كان ليلة أسري بي [١]- قال: فأتى جبريل الصخرة التي ببيت المقدس قال: فوضع أصبعه فيها، فخرقها فشد بها البراق".

ثم قال البزار: لا نعلم رواه عن الزبير بن جنادة إلا أبو تميلة، ولا نعلم هذا الحديث إلا عن بريدة. وقد رواه الترمذي في التفسير من جامعه عن يعقوب بن إبراهيم الدورقي به، وقال: غريب.


= "سألت أبي عن حديث رواه يونس عن الزهري عن أنس عن أبي ذر عن النبي في المعراج، ورواه قتادة عن أنس عن مالك بن صعصعة عن النبي فقيل لأبي: أيهما أشبه؟ قال: أنا لا أعدل بالزهري أحدًا من أهل عصره، ثم قال: إني أرجو أن يكونا جميعًا صحيحين. وقال مرة: حديث الزهري أصح. قلت لأبي: وقد اختلفوا على الزهري؟ قال: نعم منهم من يقول عن الزهري عن أنس عن أبي بن كعب والزهري عن أنس عن أبي ذر أصح، وقال الدارقطني في "العلل" (٦ / س ١٠٩٥): "يرويه الزهري عن أنس، حَدَّث به عنه عقيل ويونس واختلف عن يونس، فقال أبو ضمرة: عن يونس عن الزهري عن أنس عن أبي وأحسبه سقط عليها ذر، فجعله عن أبي بن كعب، ووهم فيه، وروى هذا الحديث قتادة عن أنس بن مالك عن مالك بن صعصعة وأتى له، بطوله وروى بعضه شعبة عن قتادة عن أنس عن النبي قصة النهرين حدث به إبراهيم بن طهمان عن شعبة، ويشبه أن يكون الأقاويل كلها صحاحًا لأن رواتهم أثباتًا وقال ابن حجر في "أطراف المسند" (١/ ١٨٣): "هكذا أورده، وهو وَهَمٌ نشأ عن تصحيف، والمحفوظ جديث الزُّهْري عن أنس، عن أبي ذر، كأنها كانت كذلك فسقطت. (ذَرّ) من السياق فَصُحِّفَت (أُبَيّ)، قاله أبو حاتم وغيره والله أعلم"!.
ولم يوافق الضياء على إعلال حديث أبي بذلك، فنقل كلام الدارقطني السابق ثم قال: "وحديث أبي ذر يُشْبِهُ حديث أبي بن كعب الذي أثبتناه، فلذلك قال الدارقطني: (أحسبه سقط عليه ذرّ) غير أن قوله الأخير (ويشبه أن تكون الأقاويل كلُّها صحاحًا، لأن رواتهم أثبات) عندي أولى. قلت -الضياء-: وكونُ حديث أبي مثلَ حديث أبي ذر لا يؤثر فيه، ثم الرواية فيها عن أبي بن كعب، فكيف يشتبه ابن كعب بذر؟ وإذا كانت قد صَحَّتْ الرواية عن أنس، وروايته عن أبي ذر عنه، وعن مالك بن صعصعة، فتصح روايته عن أُبي بن كعب، والله أعلم"!.
(٢٧) - وعزاه له السيوطي في "الدر المنثور" (٤/ ٢٧٨) وأخرجه الترمذي: كتاب تفسير القرآن، باب: ومن سورة بني إسرائيل، حديث (٣١٣٢)، والحاكم في "المستدرك" (٢/ ٣٦٠) والمزي في "تهذيب الكمال" [(٩/ ٣٠٠ - ٣٠١) / ترجمة الزبير بن جنادة] من طريق أبي تميلة به، وقال الترمذي: "حديث حسن غريب" وفي رواية أستغربه دون أن يحسنه، وقال الحاكم: "حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه، وأبو تميلة والزبير مروزيان ثقتان" ووافقه الذهبي. وهو كما قالا، وأبو تميلة اسمه يحيى بن واضح وثقه =