للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

قَبْلُ مِنْ نَارِ السَّمُومِ﴾.

وعن ابن عباس: إن الجان خلق من لهب النار. وفي رواية: من أحسن النار.

وعن عمرو بن دينار: من نار الشمس. وقد ورد في الصحيح (٢١): " خلقت الملائكة من نور، وخلقت الجان من مارج من نار، وخلق بنو آدم مما وصف لكم".

[ومقصود] [١] الآية: التنبيه على شرف آدم ، وطيب عنصره، وطهارة محتده [٢].

﴿وَإِذْ قَال رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي خَالِقٌ بَشَرًا مِنْ صَلْصَالٍ مِنْ حَمَإ مَسْنُونٍ (٢٨) فَإِذَا سَوَّيتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي فَقَعُوا لَهُ سَاجِدِينَ (٢٩) فَسَجَدَ الْمَلَائِكَةُ كُلُّهُمْ أَجْمَعُونَ (٣٠) إلا إِبْلِيسَ أَبَى أَنْ يَكُونَ مَعَ السَّاجِدِينَ (٣١) قَال يَاإِبْلِيسُ مَا لَكَ أَلَّا تَكُونَ مَعَ السَّاجِدِينَ (٣٢) قَال لَمْ أَكُنْ لِأَسْجُدَ لِبَشَرٍ خَلَقْتَهُ مِنْ صَلْصَالٍ مِنْ حَمَإ مَسْنُونٍ (٣٣)

يذكر تعالى تنويهه بذكر آدم في ملائكته قبل خلقه له [٣]، وتشريفه إياه بأمره [٤] الملائكة بالسجود له، ويذكر تخلف [٥] إبليس عدوه عن السجود له من بين سائر الملائكة، حسدًا وكفرًا وعنادًا واستكبارًا وافتخارًا بالباطل، ولهذا قال: ﴿لَمْ أَكُنْ لِأَسْجُدَ لِبَشَرٍ خَلَقْتَهُ مِنْ صَلْصَالٍ مِنْ حَمَإ مَسْنُونٍ﴾، [كقوله: ﴿أَنَا خَيرٌ مِنْهُ خَلَقْتَنِي مِنْ نَارٍ وَخَلَقْتَهُ مِنْ طِينٍ﴾، وقوله] [٦]: ﴿أَرَأَيتَكَ هَذَا الَّذِي كَرَّمْتَ عَلَيَّ لَئِنْ أَخَّرْتَنِ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ لَأَحْتَنِكَنَّ ذُرِّيَّتَهُ إلا قَلِيلًا﴾ الآية.

وقد روى ابن جرير هاهنا أثرًا غريبًا عجيبًا (٢٢): من حديث شبيب بن بشر، عن


(٢١) - أخرجه مسلم، كتاب: الزهد والرقائق، باب: في أحاديث متفرقة (٦٠) (٢٩٩٦)، وأخرجه أحمد (٢٥٣٠٣) (٦/ ١٥٣).
(٢٢) - تفسير ابن جرير (١٤/ ٣١).