للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

أنعامهم وزروعهم وثمارهم.

وقوله: ﴿وإنا لنحن نحيي ونميت﴾ إخبار عن قدرته تعالى على بدء الخلق وإعادته، وأنه هو الذي أحيا الخلق من العلم، ثم يميتهم، ثم يبعثهم كلهم ليوم الجمع.

وأخبر أنه تعالى يرث الأرض ومن عليها، وإليه يرجعون [١].

ثم قال تعالى مخبرًا عن تمام علمه بهم أولهم وآخرهم []: ﴿ولقد علمنا المستقدمين منكم ولقد علمنا المستأخرين﴾، قال [٢] ابن عباس : المستقدمون: كل من هلك من لدن آدم . والمستأخرون: من هو حي ومن سيأتي إلى يوم القيامة.

وروي نحوه عن عكرمة ومجاهد والضحاك وقتادة: محمد بن كعب والشعبي وغيرهم، وهو اختيار ابن جرير .

وقال ابن جرير (١٦): حدثنا محمد بن عبد الأعلى، حدثنا المعتمر بن سليمان، عن أبيه، [عن رجل] [٣]، عن مروان بن الحكم أنه قال: كان أناس يستأخرون في الصفوف من أجل النساء، فأنزل الله: ﴿ولقد علمنا المستقدمين منكم ولقد علمنا المستأخرين﴾.

وقد ورد [في هذا] [٤] حديث غريب جدًّا؛ فقال [٥] ابن جرير (١٧):

حدثني [٦] محمد بن موسى الحرشي (*)، حدثنا نوح بن قيس [] [٧]، حدثنا عمرو بن مالك، عن أبي الجوزاء، عن ابن عباس قال: كانت تصلي خلف النبي


(١٦) - مرسل، وفي إسناده جهالة، ابن جرير في تفسيره (١٤/ ٢٦).
(١٧) - ابن جرير في تفسيره (١٤/ ٢٦)، والحديث أخرجه أحمد (١/ ٣٠٥)، والترمذي (٣١٢١) - وأعله بقوله: "وروى جعفر بن سليمان -انظر ما بعده- هذا الحديث عن عمرو بن مالك عن أبي الجوزاء نحوه، ولم يذكر فيه عن ابن عباس، وهذا أشبه أن يكون أصح من حديث نوح"- والنسائي (٢/ ١١٨)، وفي "التفسير" من الكبرى (٦/ ١١٢٣٧)، وابن ماجة (١٠٤٦)، وصححه ابن خزيمة (١٦٩٦، ١٦٩٧)، وابن حبان (٢/ ٤٠١)، والحاكم (٢/ ٣٥٣)، ووافقه الذهبي، وصححه أيضًا الشيخ الألباني في "الصحيحة" (٥/ ٢٤٧٢) فانظره ثمة مع جوابه عن إعلال كل من الترمذي وابن كثير للحديث.
(*) وقع في "المطبوع من تفسير ابن جرير "الحرسى" وهو تصحيف وصوبه العلامة أحمد شاكر في نسخته عند الحديث رقم (٤٣٨٨).