للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

شواهد من وجوه كثيرة (٣)، وقال تعالى: ﴿قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيكُمْ جَمِيعًا﴾.

﴿وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مُوسَى بِآيَاتِنَا أَنْ أَخْرِجْ قَوْمَكَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَذَكِّرْهُمْ بِأَيَّامِ اللَّهِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ (٥)

يقول تعالى: وكما أرسلناك يا محمد وأنزلنا عليك الكتاب، لتخرج الناس كلهم تدعوهم إلى الخروج من الظلمات إلى النور، كذلك أرسلنا موسى في بني إسرائيل بآياتنا.

قال مجاهد: وهي التسع الآيات.

﴿أَنْ أَخْرِجْ قَوْمَكَ مِنَ الظُّلُمَاتِ﴾ أي: أمرناه قائلين له ﴿أَنْ أَخْرِجْ قَوْمَكَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ﴾ أي: ادعهم إلى الخير، ليخرجوا من ظلمات ما كانوا فيه من الجهل والضلال، إلى نور الهدى وبصيرة [١] الإِيمان.

﴿وَذَكِّرْهُمْ بِأَيَّامِ اللَّهِ﴾ أي: بأياديه ونعمه عليهم، في إخراجه إياهم من أسر فرعون وقهره وظلمه وغشمه، وإنجائه إياهم من عدوهم، وفلقه لهم البحر، وتظليله إياهم بالغمام، وإنزاله عليهم المنَّ والسلوى، إلى غير ذلك من النعم؛ قال ذلك مجاهد وقَتَادة وغير واحد.

وقد ورد فيه الحديث المرفوع الذي رواه عبد الله ابن الإِمام أحمد بن حنبل في [مسند أبيه] [٢] حيث قال (٤): حدثني يحيى بن عبد الله مولى بني هاشم، حدَّثنا محمد بن أبان الجعفي، عن أبي إسحاق، عن سعيد بن جبير، [عن ابن عبَّاس، عن أبي بن كعب، عن النبي، ، في قوله تعالى: ﴿وَذَكِّرْهُمْ بِأَيَّامِ اللَّهِ﴾ قال: "بنعم الله ".


(٣) - منها حديث حذيفة وحديث أبي هريرة عند مسلم ٤، ٥ - (٥٢٢، ٥٢٣)، وحديث أبي موسى عند أحمد (٤/ ٤١٦) وقد تقدم تخريجه [سورة الأعراف / آية ١٥٨].
(٤) - إسناده ضعيف لضعف محمد بن أبان، لكنه حديث صحيح، وهو في "المسند" (٢١٢٠٨) (٥/ ١٢٢)، وأخرج مسلم (١٧٢) (٢٣٨٠) من حديث أُبَيِّ أيضًا مرفوعًا " … أيامُ الله نَعْمَاؤُهُ وبلاؤُهُ … ".