للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وجه الله ونصحًا لخلقه] [١].

﴿إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ لِلْعَالَمِينَ﴾ أي: يتذكرون به ويهتدون، وينجون به في الدنيا والآخرة.

﴿وَكَأَيِّنْ مِنْ آيَةٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ يَمُرُّونَ عَلَيْهَا وَهُمْ عَنْهَا مُعْرِضُونَ (١٠٥) وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِاللَّهِ إِلَّا وَهُمْ مُشْرِكُونَ (١٠٦) أَفَأَمِنُوا أَنْ تَأْتِيَهُمْ غَاشِيَةٌ مِنْ عَذَابِ اللَّهِ أَوْ تَأْتِيَهُمُ السَّاعَةُ بَغْتَةً وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ (١٠٧)

يخبر تعالى عن غفلة [٢] أكثر الناس عن التفكر في آيات الله ودلائل توحيده، بما خلقه الله في السموات والأرض من كواكب زاهرات ثوابت، وسيارات وأفلاك دائرات، والجميع مسخرات وكم في الأرض من قطع متجاورات، وحدائق وجنات، وجبال راسيات، وبحار زاخرات، وأمواج متلاطمات، وقفار شاسعات، وكم من أحياء وأموات، وحيوانات ونبات، وثمرات متشابهة ومختلفات، في الطعوم والروائح والألوان والصفات، فسبحان الواحد الأحد، خالق أنواع المخلوقات، المتفرد [٣] بالدوام والبقاء والصمدية، ذي الأسماء والصفات.

وقوله: ﴿وما يؤمن أكثرهم بالله إلا وهم مشركون﴾ قال ابن عباس (١٣١): من إيمانهم أنهم [٤] إذا قيل لهم: من خلق السموات؟ ومن خلق الأرض؟ ومن خلق الجبال؟ قالوا: الله، وهم يشركون [٥] به.

وكذا قال مجاهد وعطاء وعكرمة والشعبي وقتادة والضحاك وعبد الرحمن بن زيد بن أسلم.

وهكذا [٦] في الصحيحين (١٣٢): أن المشركين كانوا يقولون في تلبيتهم: لبيك لا شريك


(١٣١) - أخرجه ابن جرير (١٦/ ١٩٩٥٤) ثنا ابن وكيع، ثنا عمران بن عيينة، عن عطاء بن السائب، عن سعيد بن جبير عنه به، وعطاء بن السائب مختلط، وسفيان بن وكيع ضعيف، وأخرجه ابن أبي حاتم (٧/ ١٢٠٣٤) من طريق سماك، عن عكرمة بنحوه، ورواية سماك، عن عكرمة مضطربة.
(١٣٢) - لم أقف عليه في صحيح البخاري وانظر ما بعده.