لا يبلي بلائي، قال: إذا [١] رجل يدعوني من ورائي، قال: قلت: قد أنزل الله في شيئًا؟ قال: كنت سألتني السيف، وليس هو لي، وإنه قد وهب لي، فهو لك. قال: وأنزل الله هذه الآية: ﴿يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْأَنْفَالِ قُلِ الْأَنْفَالُ لِلَّهِ وَالرَّسُولِ﴾.
ورواه أبو داود، والترمذي، والنسائي، من طرق عن أبي بكر بن عياش، به. وقال الترمذي: حسن صحيح.
وهكذا رواه أبو داود الطيالسي (١٤): أخبرنا شعبة، أخبرنا سماك بن حرب، قال: سمعت مصعب بن سعد، يحدث عن سعد، قال: نزلت فيَّ أربع آيات: أصبت سيفًا يوم بدر، فأتيت النبي، ﷺ، فقلت: نَفِّلْنِيهِ، فقال: "ضعه من حيث أخذته"، مرتين، ثم عاودته فقال النبي ﷺ: "ضعه من حيث أخذته"، فنزلت هذه الآية: ﴿يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْأَنْفَالِ﴾.
وتمام الحديث في نزول: ﴿وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حُسْنًا﴾، وقوله تعالى: ﴿إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ﴾، وآية الوصية. وقد رواه مسلم في صحيحه من حديث شعبة به (١٥).
وقال محمد بن إسحاق (١٦): حدثني عبد الله بن أبي بكر، عن بعض بنى ساعدة قال: سمعت أبا أسيد مالك بن ربيعة يقول: أصبت سيف ابن عائذ يوم بدر، وكان السيف يدعى بالمرزبان، فلما أمر رسول الله، ﷺ، الناس أن يردوا ما في أيديهم من النفَل، أقبلت به فألقيته في النفل، وكان رسول الله، ﷺ، لا يمنع شيئًا يُسأله، فرآه الأرقم بن أبي الأرقم المخزومي، فسأله رسول الله، ﷺ، فأعطاه، إياه.
ورواه ابن جرير من وجه آخر (١٧).
(١٤) - مسند الطيالسي برقم (٢٠٨).
(١٥) - رواه مسلم من حديث محمد بن جعفر، عن شعبة، عن سماك بن حرب، عن مصعب بن سعد، عن أبيه، نحوه، برقم ٣٤ - (١٧٤٨).
(١٦) - رواه ابن جرير في تفسيره ١٥٦٦٠ - (١٣/ ٣٧٤) من طريق ابن إسحاق، به.
(١٧) - رواه ابن جرير من حديث يحيى بن جعفر، قال: حدثنا أحمد بن أبي بكر، عن يحيى بن عمران، عن جده عثمان بن الأرقم، وعن عمه، عن جده قال: قال رسول الله، ﷺ يوم بدر: "ردُّوا ما كان من الأنفال … " الحديث برقم ١٥٦٦١ - (١٣/ ٣٧٥).