للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[و] [١] محمد بن عيسى هذا [٢]-وهو الهلالي- ضعيف.

[وحكى البغوي عن سعيد بن المسيب أنه قال: لله ألف عالم؛ ستمائة في البحر، وأربعمائة في البر. وقال وهب بن منبه: لله ثمانية عشر ألف عالم، الدنيا عالم منها. وقال مقاتل: العوالم ثمانون ألفًا وقال كعب الأحبار: لا يعلم عدد العوالم إلا الله ﷿. نقله كله البغوي.

وحكى القرطبي عن أبي سعيد الخدري أنه قال: إن لله أربعين ألف عالم، الدنيا من شرقها إلى مغربها عالم واحد منها.

وقال الزجاج: العالم كل ما خلق الله في الدنيا والآخرة.

قال القرطبي: وهذا هو الصحيح أنه شامل لكل العالمين كقوله: ﴿قَال فِرْعَوْنُ وَمَا رَبُّ الْعَالمِينَ قَال رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَينَهُمَا إِنْ كُنْتُمْ مُوقِنِينَ﴾ والعالم مشتق من العلامة قلت: لأنه علم دال على وجود خالقه وصانعه ووحدانيته، كما قال ابن المعتز:

فيا عجبًا كيف يعصى الإله … أم كيف يجحده الجاحد

وفي كل شيء له آية … تدل على أنه واحد] [٣]

وقوله تعالى:


= في "العظمة" والبيهقي في "شعب الإيمان"- واقتصر الحافظ -يعني ابن حجر- على تضعيفه، وتابع السيوطي في تعقبه ابن عَرَّاق في "تنزيه الشريعة" (١/ ١٩٠) ويبدو أن المصنف يذهب إلى تضعيفه فحسب أيضًا فإنه قال: محمد بن عيسى هذا -وهو الهلالي- ضعيف" وكذا ضعفه الهيثمي حيث قال في "المجمع": فيه عبيد بن واقد القيسي وهو ضعيف، وضعفه أيضًا البوصيري فقال- في الإتحاف (٦/ ٣٤٥ هامش المطالب - قرطبة) - "إسناده ضعيف، لضعف محمد بن عيسى بن كيسان" والحق أن هذا الحديث إن لم يكن موضوعًا، فهو ضعيف جدًّا، فإن محمد بن عيسى هذا- فوق ما نقله ابن كثير من كلام الأئمة فيه- فقد اتهمه ابن طاهر المقدسي في "معرفة التذكرة" (٤٢٠) وقال فيه ابن حبان: يروى عن محمد ابن المنكدر العجائب، وعن الثقات الأوابد، لا يجوز الاحتجاج بخبره إذا انفرد، وقال الذهبي في "المغني" (١/ ٦٦٢): "ضعفوه بمرَّة" وأما ما نقله ابن عدي: إسناده إلى نعيم بن حماد، حدثني عبيد بن واقد، عن محمد بن عيسى أبو يحيى الهلالي وكان ثقة" وهذا ما عناه الذهبي في "الميزان" (٥ / ت ٨٠٣) - ونقله عنه السيوطي في كلامه المتقدم- بقوله: "ووثقه بعضهم" فإنه مردود لأنه توثيق من ضعيف يحتاج إلى من يُعدِّله، ولم يوجد فكيف يقبل تعديل لغيره!! وبالله التوفيق وانظر "التهذيب" (٣/ ٤١ - الرسالة).