يقول تعالى مسليًا لنبيه ﷺ في تكذيب قومه له، ومخالفتهم إياه: ﴿قَدْ نَعْلَمُ إِنَّهُ لَيَحْزُنُكَ الَّذِي يَقُولُونَ﴾ [][١] أي: قد أحطنا علمًا [بتكذيب قومك][٢] لك، وحزنك وتأسفك عليهم، كقوله [٣]: ﴿فَلَا تَذْهَبْ نَفْسُكَ عَلَيْهِمْ حَسَرَاتٍ﴾، كما قال تعالى في الآية الأخرى: ﴿لَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَفْسَكَ أَلَّا يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ﴾، ﴿فَلَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَفْسَكَ عَلَى آثَارِهِمْ إِنْ لَمْ يُؤْمِنُوا بِهَذَا الْحَدِيثِ أَسَفًا﴾.
وقوله: ﴿فَإِنَّهُمْ لَا يُكَذِّبُونَكَ﴾ أي: لا يتهمونك بالكذب في نفس الأمر ﴿وَلَكِنَّ الظَّالِمِينَ بِآيَاتِ اللَّهِ يَجْحَدُونَ﴾ أي: ولكنهم يعاندون الحق ويدفعونه بصدورهم، كما قال سفيان الثوري (٣٤)، عن أبي إسحاق، عن ناجية بن كعب، عن علي قال: قال [٤] أبو جهل للنبي صلى الله تعالى عليه وآله وسلم: إنا لا نكذبك، ولكن نكذب بما جئت به. فأنزل الله:
(٣٤) - أخرجه الترمذي (٣٠٦٦) وابن أبي حاتم (٤/ ٧٢٣٤) والدارقطني في "العلل" (٤/ ١٤٣ - ١٤٤)، والضياء في "المختارة" (٢/ رقم ٧٤٨) من طرق عن معاوية بن هشام عن سفيان به هكذا موصولًا وخالفه عبد الرحمن بن مهدي، ويحيى بن آدم فقالا: عن سفيان، عن أبي إسحاق عن ناجية به مرسلًا رواه على هذا الوجه. الترمذي - عقب السابق - وابن جرير (١١/ ١٣١٩٥، ١٣١٩٦) وابن أبي حاتم (٤/ ٧٢٣٥) وقال الترمذي: "وهذا أصح" وقال الدارقطني: "وهو المحفوظ" قال ابن عدي - "الكامل" (٦/ ٢٤٠٣) - في معاوية هذا: =