للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

إمام جامع - أُمًّا، فتقول للجلدة التي تجمع الدماغ: أم الرأس، ويسمون لواء الجيش ورايتهم التي يجتمعون تحتها أُمًّا، واستشهد بقول ذي الرُّمة:

على رأسه أم لنا نقتدي بها … جماع أمور [ليس نعصي] [١] لها أمرًا

يعني: الرمح.

قال: وسميت مكة (أمّ القرى) لتقدّمها أمام جميعها وجمعها ما سواها، وقيل: لأن الأرض دحيت منها [٢]. ويقال لها أيضًا: (الفاتحة)، لأنها تفتتح بها القراءة، وافتتحت الصحابة بها كتابة المصحف الإمام، وصح تسميتها بالسبع المثاني. قالوا: لأنها تثنى في الصلاة، فتقرأ في كل ركعة، وإن كان للمثاني معنى آخر غير هذا، كما سيأتي بيانه في موضعه، إن شاء الله تعالى.

قال الإمام أحمد (٩): حدَّثنا يزيد بن هارون، أنبأنا ابن أبي ذئب، [وهاشم بن هاشم] [٣] عن ابن أبي ذئب، عن المقبري، عن أبي هريرة، عن النبي ، أنَّه قال [في أمّ] [٤] القرآن: "هي أمّ القرآن، وهي السبع المثاني، وهي القرآن العظيم]. ثم رواه عن إسماعيل بن عمر، عن ابن أبي ذئب، به.

وقال أَبو جعفر محمد بن جرير الطَّبري: حدّثني يونس بن عبد الأعلى، أنبأنا [٥] ابن وَهْب، أخبرني ابن أبي ذئب، عن سعيد المقبري، عن أبي هريرة عن رسول الله ؛ قال: "هي أُمّ القرآن، وهي فاتحة الكتاب، وهي السبع المثاني" (١٠).

وقال الحافظ أَبو بكر أحمد بن موسى بن مردويه في تفسيره: حدَّثنا أحمد بن محمد بن زياد، حدَّثنا محمد بن غالب بن حرب، حدَّثنا إسحاق بن عبد الواحد الموصلي، حدَّثنا المعافى بن عمران، عن عبد الحميد بن جعفر، عن نوح بن أبي بلال، عن المقبري، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله : "الحمد لله رب العالمين سبع آيات، بسم اللَّه الرحمن الرحيم إحداهن، وهي السبع المثاني والقرآن العظيم، وهي أُمّ الكتاب وفاتحة الكتاب" (١١).


(٩) - صحيح، رواه أحمد حديث ٩٧٨٧، ٩٧٨٩ - (٢/ ٤٤٨). وهاشم بن هاشم، صوابه: هاشم بن القاسم. والله أعلم.
(١٠) - تفسير ابن جرير ١٠٧ - (١/ ٤٧).
(١١) - إسحاق بن عبد الواحد الموصلي: قال النَّسائي: لا أعرفه. وقال أَبو علي الحافظ النيسابوري فيما نقله عنه ابن الجوزي: متروك الحديث. وقال الخطيب: لا بأس به. وقال الذهبي: بل هو واهٍ. =