للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أهل اليمن، ثم من كندة، ثم من السكون، ثم من تجيب".

وهذا حديث غريب جدًّا.

وقال ابن أبي حاتم (٥٢٤): حدثنا عمر بن شبة، حدثنا عبد الصمد - يعني: ابن عبد [١] الوارث - حدثنا شعبة، عن سماك: سمعت عياضًا يحدث عن [أبي موسى] [٢] الأشعري، قال: لما نزلت ﴿فسوف يأتي اللَّه بقوم يحبهم ويحبونه﴾ قال رسول اللَّه : "هم قوم هذا". ورواه ابن جرير: من حديث شعبة بنحوه.

وقوله تعالى: ﴿أذلة على المؤمنين أعزة على الكافرين﴾ هذه صفات المؤمنين الكمل؛ أن يكون أحدهم متواضعًا لأخيه ووليه، متعززًا على خصمه وعدوّه، كما قال تعالى: ﴿محمد رسول اللَّه والذين معه أشدّاء على الكفار رحماء بينهم﴾ وفي صفة رسول اللَّه : أنه الضحوك [٣] القتال، فهو ضحوك لأوليائه قتال لأعدائه.


(٥٢٤) - رواه فى تفسيره (٤/ ١١٦٠) (٦٥٣٥)، ورواه ابن جرير فى تفسيره (١٠/ ٤١٥) (١٢١٨٩) من طريق أبى الوليد الطيالسى عن شعبة به.
ورواه ابن سعد فى الطبقات (٤/ ٨٠) عن عبد اللَّه بن إدريس، وعفان بن مسلم، وابن أبي شيبة فى مصنفه (١٢/ ١٢٣) وفى مسنده رقم (٦٦٤) ومن طريقه إلى أبى عاصم فى "الآحاد والمثانى" (٢٥١٥)، وابن جرير فى تفسيره (١٠/ ٤١٥) (١٢١٩١) عن عبد اللَّه بن إدريس، والطبرانى فى الكبير (١٧/ ٣٧١) (١٠١٦) عن سليمان بن حرب، وحفص بن عمر الحوضي، والحاكم فى المستدرك (٢/ ٣١٣) عن وهب بن جرير وسعيد بن عامر، وابن جرير فى تفسيره (١٢١٨٨) عن محمد بن جعفر وفى (١٢١٩٢) عن يزيد، كلهم (ابن إدرس، وعفان، وسليمان بن حرب، وحفص بن عمر، ووهب بن جرير، وسعيد بن عامر، ومحمد بن جعفر، ويزيد) قالوا: حدثنا شعبة عن سماك بن حرب قال: سمعت عياضًا الأشعرى يقول فذكروه ولم يذكر أحد منهم أبا موسى الأشعرى، ورواه البيهقى فى الدلائل (٥/ ٣٥١) من طريق أبى معمر، حدثنا عبد اللَّه بن إدريس عن أبيه عن سماك بن حرب، عن عياض الأشعرى عن أبى موسى به.
والإسنادان صحيحان فإن شعبة قد روى عن سماك بن حرب قبل اختلاطه كما فى "الكواكب النيرات" (ص ٢٤٠).
والرواية الأولى صحيحة أيضًا فإن أبا الوليد الطيالسي واسمه هشام بن عبد الملك ثقة ثبت. وقد اختلف فى صحبة عياض الأشعرى فيبدو - والله أعلم - أن عياضًا سمع هذا من أبى موسى فكان يحدث به عنه على الوجهين وقد رواه عنه سماك وعن سماك شعبة على الوجهين كما فعل عياض.