للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وقال الإمام أحمد (٥١٨): حدثنا قتيبة بن سعيد [١]، حدثنا يحيى بن زكريا بن أبي زائدة، عن محمد بن إسحاق، عن الزهري، عن عروة، عن أسامة بن زيد، قال: دخلت مع رسول الله على عبد الله بن أبيّ نعوده، فقال له النبي : "قد كنت أنهاك عن حب يهود". فقال عبد الله: فقد أبغضهم أسعد [٢] بن زرارة فمات.

وكذا رواه أبو داود من حديث محمد بن إسحاق.

﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا يَخَافُونَ لَوْمَةَ لَائِمٍ ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ (٥٤) إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ (٥٥) وَمَنْ يَتَوَلَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا فَإِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْغَالِبُونَ (٥٦)

يقول تعالى مخبرًا عن قدرته العظيمة: أنه من تولى عن نصرة دينه وإقامة شريعته، فإن الله يستبدل به من هو خير لها منه، وأشدّ منعة، وأقوم سبيلًا، كما قال تعالى: ﴿وَإِنْ تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ ثُمَّ لَا يَكُونُوا أَمْثَالَكُمْ﴾، [وقال تعالى: ﴿إِنْ يَشَأْ يُذْهِبْكُمْ أَيُّهَا النَّاسُ وَيَأْتِ بِآخَرِينَ﴾] [٣] وقال تعالى: ﴿إِنْ يَشَأْ يُذْهِبْكُمْ وَيَأْتِ بِخَلْقٍ جَدِيدٍ (١٦) وَمَا ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ بِعَزِيزٍ﴾ أي: بممتنع ولا صعب. وقال تعالى [هاهنا] [٤]: ﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا


(٥١٨) - رواه فى مسنده (٥/ ٢٠١) كما نقله ابن كثير، ورواه أبو داود في الجنائز، باب فى العيادة حديث (٣٠٩٤) والحاكم فى المستدرك (١/ ٣٤١) عن عبد العزيز بن يحيى، ثنا محمد بن سلمة ثنا محمد بن إسحاق به، ولفظه "قد أبغضهم سعد بن زرارة فمه" ثم زادا فيه "فلما مات أتاه ابنه فقال: يا رسول الله إن عبد الله بن أبى قد مات فأعطى قميصك أكفنه فيه، فنزع رسول الله قميصه فأعطاه إياه".
وصححه الحاكم على شرط مسلم، ووافقه الذهبى وليس كما قالا فإن ابن إسحاق لم يخرج له مسلم إلا فى المتابعات وهو مدلس وقد عنن فلم يصرح بالسماع من الزهرى لكن قصة القميص التى ذكرها أبو داود والحاكم ثابتة فى الصحيحين.