للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ومن هاهنا يتضح لك المراد من [١] حديث عبد خير، عن علي أن رسول الله رش على قدميه الماء، وهما في النعلين فدلكهما، إِنما أراد غسلًا خفيفًا وهما في النعلين، ولا مانع من إِيجاد الغسل والرجل في نعلها، ولكنْ في هذا رد على المتعمقين والمتنطعين من الموسوسين.

وهكذا الحديث الذي أورده ابن جرير على نفسه، وهو من روايته، عن الأعمش، عن أبي وائل، عن حذيفة قال: أتى رسول الله سباطة قوم، فبال عليها [٢] قائمًا، ثم دعا بماء، فتوضأ ومسح على نعليه (٢٣٧). وهو حديث صحيح.

وقد أجاب ابن جرير عنه بأن الثقات الحفاظ رووه عن الأعمش، عن أبي وائل، عن حذيفة قال: فبال قائمًا ثم توضأ، ومسح على خفيه. قلت: ويحتمل الجمع بينهما، بأن يكون في رجليه خفان، وعليهما نعلان.


= عن علي قال: اغسل القدمين إلى الكعبين. ورواه ابن جرير (١٠/ ٥٤) (١١٤٥٤) من طريق محمد بن أبان عن أبى إسحاق عن الحارث عن علي قال: اغسلوا الأقدام إلى الكعبين.
(٢٣٧) - رواه ابن جرير فى تفسيره (١٠/ ٧٥) (١١٥٢٨) عن عبد الله بن الحجاج بن المنهال قال: حدثنى أبى قال: حدثنا جرير بن حازم قال: سمعت الأعمش فذكره، ثم رواه فى (١٠/ ٧٨ - ٧٩) (١١٥٣١ - ١١٥٣٦) وهو عند البخارى فى الوضوء، باب: البول قائمًا وقاعدًا، الحديث (٢٢٤)، وأطرافه فى (٢٢٥، ٢٢٦)، (٢٤٧١)، ومسلم فى الطهارة، باب: المسح على الخفين (٢٧٣) وغيرهم من طرق عن الأعمش، وتابع الأعمش عليه منصور ولم يقل أحد ممن رواه "ومسح على نعليه" غير جرير بن حازم، وقال ابن جرير (١٠/ ٨٠): وكل هؤلاء يحدث ذلك عن الأعمش بالإسناد الذى ذكرنا عن حذيفة: "أن النبى مسح على خفيه"، وهم أصحاب الأعمش، ولم ينقل هذا الحديث عن الأعمش غير جرير بن حازم، ولو لم يخالفه فى ذلك مخالف، لوجب التثبت فيه لشذوذه، فكيف والثقات من أصحاب الأعمش يخالفونه فى روايته ما روى من ذلك، ولو صح ذلك عن النبى كان جائزًا أن يكون مسح على نعليه وهما ملبوستان فوق الجوريين، وإذا جاز ذلك لم يكن لأحد صرف الخبر إلى أحد المعانى المحتملها الخبر إلَّا بحجة يجب التسليم لها.
والحديث رواه ابن ماجه فى الطهارة، باب: ما جاء فى البول قائمًا، الحديث (٣٠٦) من طريق شعبة عن عاصم عن أبى وائل عن المغيرة بن شعبة "أن رسول الله أتى سباطة قوم فبال قائمًا" قال شعبة: قال عاصم يومئذٍ: وهذا الأعمش يرويه عن أبى وائل عن حذيفة وما حفظه فسألت عنه منصورًا فحدثنيه عن أبي وائل عن حذيفة .. ، فذكره وقال الترمذى فى سننه عقب حديث حذيفة الذى خرجه برقم (١٣): وروى حماد بن أبى سليمان وعاصم بن بهدلة عن أبى وائل عن المغيرة بن شعبة عن النبى : وحديث أبى وائل عن حذيفة أصح. قال الحافظ فى "فتح البارى" (١/ ٣٢٩) عقب قول الترمذى هذا: وهو كما قال، وإن جنح ابن خزيمة إلى تصحيح الروايتين لكون حماد =