للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وحدثنا هُشَيم، عن الأعمش، عن إبراهيم: أنه كان يختم القرآن في كل سبع (٣٦٩).

وحدثنا جرير، عن منصور، عن إبراهيم قال: كان الأسود يختم القرآن في كل ست، وكان علقمة يختمه في كل خمس (٣٧٠).

فلو تركنا ومجرد هذا لكان الأمر في ذلك جليا، ولكن دلت أحاديث أخرجوها على جواز قراءته فيما دون ذلك، كما رواه الإمام أحمد في مسنده:

حدثنا حسن، حدثنا ابن لَهِيعة، حدثنا حبان بن واسع، عن أبيه، عن سعد بن المنذر الأنصاري؛ أنه قال: يا رسول الله، أقرأ القرآن في ثلاث؟ قال: "نعم". قال: فكان يقرؤه حتى توفي (٣٧١).

وهذا إسناد جيد قوي حسن، فإن حسن بن موسى الأشيب ثقة متفق على جلالته روى له الجماعة وابن لَهِيعة، إنما يخشى من تدليسه وسوء حفظه، وقد صرح هاهنا بالسماع، وهو من الأئمة العلماء بالديار المصرية في زمانه، وشيخه حبان بن واسع بن حبان وأبوه، كلاهما من رجال مسلم، والصحابي لم يخرج له أحد من أهل الكتب الستة، وهذا على شرط كثير منهم، والله أعلم.

وقد رواه أبو عبيد، ، عن ابن بكير، عن ابن لَهِيعة، عن حبان بن واسع، عن أبيه، عن سعد بن المنذر الأنصاري أنه قال: يا رسول الله، أقرأ القرآن في ثلاث؟ قال: "نعم، إن استطعت". قال: فكان يقرؤه كذلك حتى توفي (٣٧٢).

حديث آخر:


(٣٦٩) - فضائل القرآن (ص ١٧٨).
(٣٧٠) - فضائل القرآن (ص ١٧٨)، وابن أبي شيبة (٢/ ٥٠١)، والفريابي (١٣٩)، وأبو نعيم في الحلية (٢/ ٩٩، ١٠٣)، والبيهقي في الشعب (٢١٨٩).
(٣٧١) - وهذا الحديث ساقط من النسخة المطبوعة من المسند -الميمنية- وقد استدركناه والحمد لله في نسختنا المطبوعة من المسند حديث (٢٧٨٠٧). والحديث أورده الحافظ في الأطراف (١ / ل ٨١) والهيثمي في غاية المقصد، وأورده الهيثمي في مجمع الزوائد (٢/ ٢٦٨) وقال: وفيه ابن لهيعة وحديثه حسن وفيه ضعف. ورواه الطبراني برقم ٥٤٨١ - (٦/ ٦٢). وسعد بن المنذر ترجمه في الإصابة وقال: ذكره البخاري وقال: روى حديثه ابن لهيعة ولم يصح. قلت: وأخرجه ابن المبارك في الزهد (١٢٧٤) عن ابن لهيعة … فذكره قال: وأخرجه الحسن بن سفيان، والبغوى من طريق ابن لهيمة، عن حبان، ورواه أبو نعيم في معرفة الصحابة، والفريابي (١٢٨) من طريق قتيبة بن سعيد، عن ابن لهيعة به. وقال: رواه ابن المبارك، وابن وهب والحسن الأشيب والناس عن ابن لهيعة.
(٣٧٢) - فضائل القرآن (ص ١٧٩).