للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

﴿وَكَانَ اللَّهُ شَاكِرًا عَلِيمًا (١٤٧)﴾ أي: من شكر شكر له، ومن آمن قلبه به، علمه وجازاه على ذلك أوفر الجزاء.

﴿لَا يُحِبُّ اللَّهُ الْجَهْرَ بِالسُّوءِ مِنَ الْقَوْلِ إِلَّا مَنْ ظُلِمَ وَكَانَ اللَّهُ سَمِيعًا عَلِيمًا (١٤٨) إِنْ تُبْدُوا خَيْرًا أَوْ تُخْفُوهُ أَوْ تَعْفُوا عَنْ سُوءٍ فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ عَفُوًّا قَدِيرًا﴾

قال على [١] بن أبي طلحة (٨٩٥) عن ابن عباس [في الآية] [٢] ﴿لَا يُحِبُّ اللَّهُ الْجَهْرَ بِالسُّوءِ مِنَ الْقَوْلِ﴾، يقول: لا يحب الله أن يدعو أحد على أحد إلا أن يكون مظلومًا، فإنَّه قد أرخص له أن يدعو على من ظلمه، وذلك قوله: ﴿إِلَّا مَنْ ظُلِمَ﴾ وإن صبر فهو خير له.

وقد [٣] قال أبو داود (٨٩٦): حدثنا عبد الله بن معاذ، حدثنا أبي، حدثنا سفيان، عن حبيب، عن عطاء، عن عائشة، قالت [٤]: سرق لها شيء فجعلت تدعو عليه، فقال النبي : "لا تسبخي [٥] عنه".

وقال الحسن البصري (٨٩٧): لا يدع عليه، وليقل: اللهم أعني عليه واستخرج حقي منه.


(٨٩٥) - رواه ابن جرير (٩/ ١٠٧٤٩) وابن أبي حاتم (٤/ ٦١٦٧)، وذكره السيوطي في "الدر المنثور" (٢/ ٤٢٠) وزاد نسبته إلى ابن المنذر، وعلى بن أبي طلحة لم يسمع من ابن عباس.
(٨٩٦) - سنن أبى داود، كتاب: الأدب، باب: فمن دعا على من ظلم (٤٩٠٩)، ورواه أحمد في "المسند" (٦/ ١٢٦)، والنسائيُّ فى "الكبرى" (٤/ ٧٣٥٩) والبغويُّ في "شرح السنة" (٥/ ١٣٥٤) من طريق سفيان الثورى به. ورواه أحمد (٦/ ٤٥) وإسحاق بن راهويه فى "مسنده" (٣/ ٦٧٩) وابن أبي شيبة في "المصنف" (٧/ ٩٣)، وفى "السنن" (١٤٩٧) من طريق الأعمش عن حبيب بن أبي ثابت به. ورجاله ثقات غير أن حبيب بن أبي ثابت مدلس وقد عنعن، وقد رواه النسائي من طريق سفيان عن حبيب عن عطاء مرسلًا وقد رواه أحمد أيضًا (٦/ ٢١٥) من طريق إبراهيم بن مهاجر عن إبراهيم عن عائشة به وإبراهيم بن مهاجر ضعيف وإبراهيم التيمي لم يسمع من عائشة. والحديث لم يعزه السيوطي في "الدر المنثور" (٢/ ٤٢٠) لغير أبي داود وقد رقم به أبو عبد الرحمن الألباني حديث (٦٢٣٣) من "ضعيف الجامع الصغير".
(٨٩٧) - رواه ابن جرير (٩/ ١٠٧٥٢) بإسناد صحيح إلى الحسن، وزاد نسبته السيوطي في "الدر المنثور" (٢/ ٤٢٠) إلى ابن المنذر.