للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أعمى، فأنزل الله على رسوله، وفخذه على فخذي، فثقلت على حتى خفت أن ترضَّ [١] فخذي، ثم سُري عنه، فأنزل الله: ﴿غَيْرُ أُولِي الضَّرَر﴾. انفرد [٢] به البخاري دون مسلم (٥)، وقد روي من وجه آخر عند الإمام أحمد، عن زيد، فقال الإمام أحمد (٧١٦):

حدثنا سليمان بن داود، أنبأنا عبد الرحمن بن أبي الزناد [عن أبيه]، عن خارجة بن زيد، قال: قال زيد بن ثابت: إني قاعد إلى جنب رسول الله، ، إذ أوحي إليه قال [٣] وغشيته السكينة، قال: فرفع [٤] فخذه على فخذي حين غضيته السكينة. قال زيد: فلا والله ما وجدت شيئًا قط أثقل من فخذ رسول الله، ، ثم سري عنه، فقال: "اكتب يا زيد" فأخذت كتفا، فقال: "اكتب (لا يستوي القاعدون من المؤمنين … والمجاهدون) [الآية كلها] [٥] إلى قوله ﴿أَجْرًا عَظِيمًا﴾ " فكتبت ذلك في كتف، فقام حين سمعها ابن أم مكتوم، وكان رجلًا أعمى فقام حين سمع فضيلة المجاهدين فقال: يا رسول الله، وكيف بمن لا يستطع الجهاد ممن هو أعمى وأشباه ذلك؛ قال زيد: فوالله ما مضى [٦] كلامه أو ما هو إلا أن قضى كلامه - حتى [٧] غشيت النبي السكينة فوقعت فخذه على فخذي، فوجدت من ثقلها كما وجدت في المرة الأولى، ثم سري عنه، فقال: "اقرأ" فقرأت عليه: (لا يستوي القاعدون من المؤمنين … والمجاهدون)، فقال النبي، : " ﴿غير أولي الضرر﴾ " قال زيد: فألحقتها، فوالله كأنى أنظر إلى ملحقها عند صدع كان في الكتف.

ورواه أبو داود عن سعيد بن منصور، عن عبد الرحمن بن أبي الزناد، عن أبيه، عن خارجة ابن زيد بن ثابت، عن أبيه به نحوه.

وقال عبد الرزاق (٧١٧): أنبأنا معمر، عن الزهريّ، عن قبيصة بن [٨]، ذؤيب، عن زيد بن


(٧١٦) - " المسند" (٥/ ١٩٠)، ورواه أيضًا (٥/ ١٩١)، وأبو داود، كتاب: الجهاد (٢٥٠٧)، وكتاب: الحروف والقراءات (٣٩٧٥)، والطبرانى فى "المعجم الكبير" (٥/ ٤٨٥١، ٤٨٥٢) والبيهقى فى "السنن الكبرى" (٩/ ٢٣، ٢٤) من طرق عن عبد الرحمن ابن أبى الزناد به.
(٧١٧) - تفسير عبد الرزاق (١/ ١٦٩) ومن طريقه رواه أحمد فى "المسند" (٥/ ١٨٤) وابن جرير=