للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

وقال الضحاك: واتقوا الله الذي تعاقدون [وتعاهدون به] [١]، واتقوا الأرحام أن تقطعوها، ولكن بروها وصلوها. قاله ابن عباس وعكرمة ومجاهد والحسن والضحاك والربيع وغير واحد.

وقرأ بعضهم (٨): ﴿وَالْأَرْحَامِ﴾ بالحفض، على العطف على الضمير في "به"، أي: تساءلون بالله وبالأرحام، كما قال مجاهد وغيره (٩).

وقوله: ﴿إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيكُمْ رَقِيبًا﴾ أي: هو مراقب لجميع أحوالكم وأعمالكم، كما قال: ﴿وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيءٍ شَهِيدٌ﴾.

وفي الحديث الصحيح (١٠): " اعبد الله كأنك تراه، فإن لم تكن تراه فإنه يراك".

وهذا إرشاد وأمر بمراقبة الرقيب.

ولهذا ذكر تعالى أن أصل الخلق من أب واحد وأم واحدة؛ ليعطف بعضهم على بعض، ويحننهم على ضعفائهم.


(٨) هذه قراءة إبراهيم النخعي وقتادة والأعمش وحمزة، وقد تكلم بعض النحاة في هذه القراءة حتى عدّها بعضهم لحنًا. قال الإمام أبو نصر القشيري: ومثل هذا الكلام مردود عند أئمة الدين، لأن القراءات التي قرأ بها أئمة القراء ثبتت عن النبي تواترًا يعرفه أهل الصنعة. وإذا ثبت شيء عن النبي فمن رد ذلك فقد رد على النبي واستقبح ما قرأ به، وهذا مقام محذور، ولا يُقلَّدُ فيه أئمة اللغة والنحو، فإن العربية تُتلقَّى من النبي ولا يشك أحد في فصاحته. اهـ. انظر: تفسير القرطبي (٥/ ٤٠٢).
(٩) وكذا قال النخعي والحسن. انظر: تفسير ابن جرير (٧/ ٥١٨ - ٥١٩).
(١٠) رواه مسلم (٨) في كتاب الإيمان، وأبو داود (٤٦٩٥) (٤٦٩٧) في كتاب السنة، باب في القدر، والترمذي (٢٦١٠) في كتاب الإيمان، باب ما جاء في وصف جبريل للنبي الإسلام والإيمان، والنسائي (٨/ ٩٧) في كتاب الإيمان، وابن ماجة (٦٣) في المقدمة، باب في الإيمان من حديث عمر بن الخطاب ، وفيه أنه فسر الإحسان بقوله "أن تعبد الله كأنك تراه، فإن لم تكن تراه فإنه يراك".
- ورواه البخاري (٥٠) في كتاب الإيمان، باب سؤال جبريل النبي عن الإيمان والإسلام و (٤٧٧٧)، ومسلم (٩) في كتاب الإيمان، والنسائي (٨/ ١٠١)، وابن ماجة (٦٤) في المقدمة، باب في الإيمان- من حديث أبي هريرة ، بمثل لفظه في حديث عمر.
- وأما اللفظ الذي أورده ابن كثير: فقد رواه الطبراني في الكبير من حديث أبي الدرداء، وفيه رجل مُبهَم. كذا في الترغيب للمنذري (٣٤٤١١) (٥٩٢)، ومجمع الزوائد (٢/ ٤٠).