للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ابن عباس، وسهل بن حنيف، ومحمد بن كعب القرظي وغيرهم.

وروى ابن أبي حاتم (٥٨٩) هاهنا الحديث الذي رواه مسلم، والنسائي من حديث مالك بن أنس، عن العلاء بن عبد الرحمن بن [١] يعقوب -مولى الحرقة-[عن أبيه] [٢]، عن أبي هريرة، [] عن النبي قال: "ألا أخبركم بما يمحو الله به الخطايا ويرفع به الدرجات، إسباغ الوضوء على المكاره؛ وكثرة الخطا إلى المساجد، وانتظار الصلاة بعد الصلاة؛ فذلكم الرباط، فذلكم الرباط، فذلكم الرباط".

وقال ابن مردويه (٥٩٠): حدثنا محمد بن أحمد، حدثنا موسى بن إسحاق، [حدثنا أبو] [٣] جحيفة علي بن يزيد الكوفي، أنبأنا ابن أبي كريمة، عن محمد بن يزيد، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن قال: أقبل علي أبو هريرة يومًا فقال: أتدري يا بن أخي، فيم نزلت هذه الآية: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا﴾؟ قلت: لا. قال: أما إنه لم يكن في زمان النبي، ، غزو يرابطون فيه، ولكنها نزلت في قوم يعمرون المساجد، و [٤] يصلون الصلاة في مواقيتها، ثم يذكرون الله فيها، فعليهم أنزلت: ﴿اصْبِرُوا﴾ أي: على الصلوات الخمس، ﴿وَصَابِرُوا﴾ أنفسكم وهواكم، ﴿وَرَابِطُوا﴾ في مساجدكم، ﴿وَاتَّقُوا اللَّهَ﴾


(٥٨٩) - تفسير ابن أبي حاتم (٣/ ٤٧٠٣) وأخرجه مسلم، كتاب الطهارة، باب فضل إسباغ الوضوء على المكاره (٤١) (٢٥١) والنسائي، كتاب الطهارة: باب الفضل في إسباغ الوضوء (١/ ٨٩ - ٩٠) وكذا أخرجه أحمد (٢/ ٢٧٧، ٣٠٣) من طرق عن مالك به، وأخرجه مسلم وأحمد (٢/ ٢٧٧، ٣٠٣) من طرق عن مالك به، وأخرجه مسلم وأحمد (٢/ ٢٣٥، ٣٠١، ٤٣٨) والترمذي، كتاب الطهارة، باب ما جاء في إسباغ الوضوء (٥١، ٥٢) من طرق عن العلاء بن عبد الرحمن به.
(٥٩٠) - وعزاه لابن مردويه السيوطي في "الدر المنثور" (٢/ ٢٠١) وأخرجه ابن المبارك -كما في "الدر المنثور" - ومن طريقه ابن جرير في تفسيره (٧/ ٨٣٩٤) حدثني المثنى، قال: حدثنا سويد، والحاكم في "المستدرك" (٢/ ٣٠) وعنه البيهقي في "الشعب" (٣/ ٢٨٩٨) من طريق أحمد بن نجدة القرشي، ثنا سعيد بن منصور، والبيهقي أيضًا (٢٨٩٧) من طريق أبي عمران موسى بن إسماعيل، ثلاثتهم (سويد وسعيد وموسى) عن ابن المبارك به، وقال الحاكم: "حديث صحيح الإسناد، ولم يخرجاه" ووافقه الذهبي، مع أن في إسناده "مصعب بن ثابت" وهو ضعيف -كما تقدم ذكره عند رقم (٦٣٣) وأشار إلى هذا الخبر الحافظ ابن حجر في "الفتح" (٦/ ٨٦) وقال: "وما احتج به أبو سلمة لا حجة فيه ولا سيما مع ثبوت حديث الباب- يعني الحديث الآتي هنا برقم (٦٤٤) - فعلى تقدير تسليم أنه لم يكن في عهد رسول الله رباط فلا يمنع ذلك من الأمر به والترغيب فيه، ويحتمل أن يكون المراد كلا الأمرين - رباط المجاهد وانتظار الصلاة -أو ما هو أعم من ذلك". والخبر زاد نسبته السيوطي إلى ابن المنذر.