للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

• أخبرنا محمد بن عبد الباقي، قال: أخبرنا حمد بن أحمد الحداد، قال: أنا أبو نعيم الحافظ، قال: سمعت أبا نصر النيسابوري، يقول: سمعت أَحمدَ بنِ محمدٍ النَّهاوَنْدِيِّ يقول: ماتَ للشِّبْلِيِّ ابنٌ كانَ اسمُه عليًا فجزَّتْ أُمُّهُ شعْرَها عليهِ، وكانَ للشِّبْلِيِّ لحيةٌ كبيرةٌ، فأَمَرَ بحَلْقِ الجميع، فقيلَ لهُ: يا أُستاذُ! ما حَمَلَكَ على هذا؟ فقالَ: جَزَّتْ هذه شَعْرَها على مفقودٍ، أَلا أَحْلِقُ أَنا لِحْيَتي على موجودٍ (١)!

• أنبأنا علي بن عبيد الله والمبارك بن أحمد الأنصاري، قالا: أنا أبو غالب أحمد بن عبيد الله المعير، قال: أنا الحسن بن علي بن غالب الحربي، قال: سمعت أبا طالب محمد بن أحمد بن المهلوس العلوي الزاهد، يقول: كنت ليلة عند الشبلي فلمَّا كان السحر قال: أريد المزيّن. وكان من النهار فحلق رأسه وأصلح وجهه والفقراء قد غسلوا مرقعاتهم فجاء المزين، فقال: احلق لحيتي. فحلقها فبكى الفقراء فأخذ سوادًا وطلى وجهه وأخذ كساءً ما اتزر به وطرحه على كتفيه ميزرًا ومشى إلى الجامع والفقراء معه فلمَّا رآه الناس اجتمعوا إليه وسألوه الدعاء فدعا لهم وأنشد:

شربت بكأس الحب في المهد شربة … حلاوتها حتى القيامة في حلقي

فلمَّا عاد إلى البيت قلنا: يا سيدي، إيش هذا؟ قال: كنت جالسًا فقالت نفسي: البس المرقعة وتعمم بالفوطة والفقراء حولك يراك الناس ويقولون: الشبلي وأصحابه فقلت: ذا تقولين؟! وعزة سيدي لا خرجت إلا بزي المجانين (٢).

قال المصنِّف: قلت: قد كان يكفيه في صرف ذلك الخاطر أن يخرج وحده بثياب


(١) أخرجه أبو نعيم في الحلية ١٠/ ٣٧٠ وذكر نحوًا منها القشيري في الرسالة ص ٢٥٨ وأشار إليه المؤلف في صفة الصفوة ١/ ٣٠.
(٢) ذكره نحوه القشيري في الرسالة ص ٢٥٨.

<<  <   >  >>