للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أسألُكَ إلَّا نفسِي. وإنَّ عِيسى ليقول: بِما أكرمتنِي لا أسألُك إلَّا نفسِي، لا أسألكَ اليوم مريمَ التي وَلَدتنِي (١).

قال المصنِّف: وقد روينا أنَّ النبيَّ قال: "يا جبريلُ! مالي أرى ميكائيلَ لا يضحَكُ؟! فقال: ما ضَحِكَ ميكائيلُ منذُ خُلِقت النار! وما جَفَت لِى عينٌ مُنذُ خُلِقت جهنَّم؛ مَخَافة أن أعصِيَ اللهَ فيجعَلَني فيها" (٢).

وبكَى عبدُ اللهِ بن رواحةَ يومًا فقالت امرأته: ما لَكَ تبكي؟! قال: أنبِئتُ أنِّي واردٌ ولَم أُنبَأ أنِّي صادر (٣)!

قال المصنِّفُ قلت: فإذا كانت هذِه حالةُ الملائِكةِ والأنبِياءِ والصحَّابة، وهُم المطهَّرُون مِن الأدناسِ، وهذا انزِعاجُهُم لأجلِ النارِ، فكيفَ هانَت عِند هذا المدَّعِي؟! ثمَّ إنهُ يقطعُ لِنفسِهِ بما لا يدرِي بِهِ من الوَلايةِ والنَّجاةِ، وهل قُطِعَ بالنَّجاةِ


(١) أخرجه أبو نعيم في الحلية ٥/ ٣٧٢ و ٨/ ٢٧٩ ونقله السيوطي في الدر المنثور ٦/ ٢٣٩. وهذا الأثر بهذا الإسناد لا يصح؛ كما علمت من حال رجاله.
(٢) الحديث أخرجه الإمام أحمد في المسند ٣/ ٢٢٤ من حديث أنس والهيثمي في المجمع ١٠/ ٣٨٥ وقال: رواه أحمد من رواية إسماعيل بن عياش عن المدنيين وهي ضعيفة. وجود إسناده العراقي في تخريجه على الإحياء ٤/ ١٨١ وذكر الألباني في صحيح الترغيب رقم (٣٦٦٤) أنه حسن لغيره. أما محقق المسند ٢١/ ٥٥ فقد ضعفه وعدَّ تجويد العراقي لإسناده تساهلًا. وروي مثل هذا الخبر في حق إسرافيل أخرجه البيهقي في الشعب ١/ ٥٢١ مرسلًا. أما حديث جبريل: فقد أخرجه الإمام أحمد في الزهد ص ٢٧. وعن أبي عمران الجوني: أنه بلغه أن جبريل أتى النبي وهو يبكي .. مرسلا. أخرجه الإمام في الزهد كما في الدر المنثور ١/ ٢٢٩ والبيهقي في شعب الإيمان ١/ ٥٢١ والحديث مرسل من كلا الطريقين كما ترى.
(٣) أخرجه وكيع في الزهد ١/ ٢٦٠ والإمام أحمد في الزهد ص ٢٠٠، والحاكم في المستدرك ٤/ ٦٣١ وقال: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه. وقال الذهبي: فيه إرسال، جميعهم من طريق قيس بن أبي حازم. ولكن الأثر مخرج من طرق أخرى لا إرسال فيها: فأخرجه ابن المبارك في الزهد ص ١٠٤ والطبري في تفسيره ١٦/ ١١٠ وأبو نعيم في الحلية ١/ ١١٨. وهذه الروايات يشد بعضها بعضًا.

<<  <   >  >>