للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أخبرنا المحمدان، ابن ناصر وابن عبد الباقي، قالا: أخبرنا حمد بن أحمد، قال: أنا أبو نعيم الحافظ، قال: حدثنا أبي، قال: نا إبراهيم بن محمد، قال: حدثنا عبد الله بن خبيق، قال: قال بشار: قال لي يوسف بن أسباط: تَعَلَّمُوا صحة العمل من سقمه، فإني تعلمته في اثنتين وعشرين سنة (١).

أخبرنا محمد بن أبي القاسم، قال: أخبرنا حمد بن أحمد، قال: نا أحمد بن عبد الله الأصبهاني، قال: حدثنا محمد بن أحمد بن إبراهيم، قال: نا أبو حامد أحمد بن محمد بن حمدان النيسابوري، قال: حدثنا إسحاق بن إبراهيم الحنظلي، قال: سمعت بقية بن الوليد يقول: سمعت إبراهيم بن أدهم يقول: تعلمت المعرفة من راهب يقال له: سمعان، دخلت عليه في صومعته فقلت له: يا سمعان، منذ كم أنت في صومعتك هذه؟ قال: منذ سبعين سنة. قلت: ما طعامك؟ قال: يا حنفي (٢)، وما دعاك إلى هذا؟ قلت: أحببت أن أعلم. قال: في كل ليلة حِمَّصَة. قلت: فما الذي يهيج من قلبك حتى تكفيك هذه الحِمَّصَةُ؟ قال: ترى الذي بحذائك؟ قلت: نعم. قال: إنهم يأتوني في كل سنة يومًا واحدًا، فيزينون صومعتي ويطوفون حولها ويعظمونني، بذلك، فكلما تثاقلت نفسي عن العبادة ذكرتها عز تلك الساعة، فأنا أحتمل جهد سنة لعز ساعة، فاحتمل يا حنيفي جهد ساعة لعز الأبد، فوقر في قلبي المعرفة.

فقال: أزيدك! قلت: نعم. قال: انزل عن الصومعة فنزلت فأدلى إليَّ رَكْوَةً فيها عشرون حِمَّصَة، فقال لي: ادخل الدير فقد رأوا ما أدليت إليك. فلما دخلت الدير اجتمعت النصارى، فقالوا: يا حنفي (٣)، ما الذي أدلى إليك الشيخ؟ قلت: من قوته.


(١) أخرجه أبو نعيم في "الحلية" (٨/ ٢٤٤).
(٢) في باقي النسخ: (حنيفي)، وكلاهما جائز.
(٣) في باقي النسخ: (حنيفي)، وكلاهما جائز.

<<  <   >  >>