للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قال: قسمها رسول الله في المهاجرين إلا سهل ابن حنيف (١) وأبو دجانة (٢) وكذا نفرا فأعطاهما منها.

حدثنا محمد بن عبد الله الأنصاري قال، حدثنا حميد، عن أنس قال: قال المهاجرون: يا رسول الله ما رأينا مثل قوم قدمنا عليهم أكثر بذلا من كثير، ولا أكثر مواساة من قليل، كفونا المؤنة وأشركونا في المهنأ، فقد خشينا أن يكونوا قد ذهبوا بالأجر كله، فقال رسول الله : «كلا، ما دعوتم الله لهم وأثنيتم عليهم».

حدثنا هارون بن عبد الله قال، سمعت عبد الرحمن ابن زيد بن أسلم يقول في قول الله ﷿ ﴿إِنَّ مِنْ أَزْواجِكُمْ وَ أَوْلادِكُمْ عَدُوًّا لَكُمْ فَاحْذَرُوهُمْ﴾ (٣) ليست عامة إلا في المهاجرين


(١) هو سهل بن حنيف بن واهب بن العكيم بن ثعلبة بن الحرث بن مجدعة ابن عمرو بن حبيش بن عوف، الأنصاري الأوسي، يكنى أبا سعد وأبا عبد الله، من أهل بدر، كان من السابقين، وثبت يوم أحد حين انكشف الناس، وبايع يومئذ على الموت، وكان ينفح عن رسول الله بالنبل. فيقول: نبلوا سهلا فإنه سهل، ومات سنة ثمان وثلاثين (الإصابة لابن حجر ٨٦:٢، الاستيعاب ٩١:٢).
(٢) أبو دجانة هو سماك - بكسر أوله وتخفيف الميم - بن خرشة، وقيل سماك ابن أوس بن خرشة بن لوذان بن عبد ودّ بن زيد بن ثعلبة بن طريف بن الخزرج ابن ساعدة بن كعب بن الخزرج الأكبر، الأنصاري الخزرجي الساعدي، من رهط سعد بن عبادة، شهد بدرا، وكان من الأبطال الشجعان، ودافع عن رسول الله يوم أحد، وكان إذا أعلم بعصابة حمراء عصبها على رأسه علم الناس أنه سيقاتل، وكان أبو دجانه ممن شهد يوم اليمامة، وهو ممن شرك في قتل مسيلمة مع عبد الله بن زيد بن عاصم ووحشي بن حرب، ثم استشهد يومها (أسد الغابة ١٨٤:٥، الإصابة ٥٩:٤).
(٣) سورة التغابن آية رقم ١٤.