للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أموال بني النضير قال للأنصار «إن إخوانكم من المهاجرين ليست لهم أموال، فإن شئتم قسمت هذه الأموال بينهم وبينكم جميعا، وإن شئتم أمسكتم أموالكم فقسمت هذه فيهم خاصة؟» قالوا:

لا، بل أقسم هذه فيهم، وأقسم لهم من أموالنا ما شئت. فنزلت ﴿وَ يُؤْثِرُونَ عَلى أَنْفُسِهِمْ وَ لَوْ كانَ بِهِمْ خَصاصَةٌ﴾ (١) قال، وقال أبو بكر: يا معشر الأنصار جزاكم الله خيرا، فو الله ما مثلنا ومثلكم إلا ما قال طفيل الغنوي (٢) لبني جعفر (٣):

جزى الله عنّا جعفرا حين أزلقت … بنا نعلنا في الواطئين فزلّت

أبوا أن يملّونا ولو أنّ أمّنا … تلاقي الذي يلقون منّا لملّت

فذو المال موفور وكلّ معصّب … إلى حجرات أدفأت وأظلّت (٤)

قال يحيى: وحدثنا ابن أبي زائدة، عن محمد بن إسحاق


(١) سورة الحشر آية ٩.
(٢) هو طفيل بن عوف بن خليف بن ضبيس بن مالك بن سعد بن عوف بن كعب ابن غنم بن غني بن أعصر بن سعد بن قيس بن عيلان، وهو شاعر جاهلي من الفحول المعدودين، ويكنى أبا قران، ويقال إنه من أقدم شعراء قيس وأوصفهم للخيل. (الأغاني ٨٨:١٤ ط. بولاق).
(٣) بنو جعفر بن كلاب: بطن في بني عامر (أيام العرب في الجاهلية ط. الحلبي).
(٤) وبعد هذه الأبيات في الوحشيات ص ٢٥١ ط. المعارف:
وقالوا هلمّ الدار حتى تبيّنوا … وتنجلي الغمّاء عما تجلت
ومن بعد ما كنا لسلمى وأهلها … قطينا وملّتنا البلاد وملّت
(ديوان طفيل: ١٦ - الأغاني ٣٦٨:١٥ ط. دار الكتب - مجالس ثعلب ص ٤٦١ تحقيق: شاكر).