للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

المبحث الأول: تعريف التَّصحيف:

التَّصحيف لغة: اسم مصدر، والمصحَّف اسم مفعول مشتق منه، والتَّصحيف تغيير اللفظ حتى يتغير المعنى المراد من الموضع وأصله الخطأ، يُقال صَحَّفهُ فتصحَّف أي: غيَّره فتغيَّر حتى التبس (١). والصَّحَفي هو الذي يأخذ العلم من الصُّحُف دون المشايخ.

التَّصحيف اصطلاحًا: هو تغيير الكلمة المروية إلى غيرها، ويكون ذلك إما في نقط الحروف أو حركاتها مع بقاء صورة الخط، وسأذكر لك تعريف الأئمة والمتقدمين لذلك.

قال أبو أحمد العسكري (ت ٣٨٢ هـ): «وأما معنى التَّصحيف وقولهم صحفي، فقد قال الخليل بن أحمد (٢): الصَّحَفي الذي يروي الخطأ على قراءة الصُّحُف باشتباه الحروف.

وقال غيره: أصل هذا أن قومًا كانوا أخذوا العلم من الصُّحُف من غير أن يَلْقَوا فيه العلماء، فكان يقع فيما يروونه من التغيير، فيقال عندها: قد صحَّفوا أي: قد رووه عن الصُّحُف، فهو مصحَّف، ومصدره التَّصحيف» (٣).

وقال الجوهري (٣٩٣ هـ): «الصحيفة الكتاب، والجمع صُحُف وصحائف، والمُصْحَف والمِصْحف. قال الفراء: قد استثقلت العرب


(١) «المصباح المنير» (١/ ٣٣٤).
(٢) الخليل بن أحمد الفراهيدي، أبو عبد الرحمن الإمام، صاحب العربية، ومنشئ علم العروض، أحد الأعلام، وحدث عن أيوب السختياني وعاصم الأحول، أخذ عنه النحو سيبويه، وهارون بن موسى النحوي والأصمعي وآخرون، كان متقشفًا متعبدًا، ولد سنة مئة ومات سنة بضع وستين ومئة، مات ولم يكمل كتاب العين ولا هذبه ولكن العلماء يغترفون من بحره. سير أعلام النبلاء (٧/ ٤٢٩).
(٣) «تصحيفات المحدثين» (١/ ٢٤). ونحوه في «شرح ما يقع فيه التَّصحيف والتَّحريف» (١/ ١٣).

<<  <   >  >>