للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

١٢٠ - قَالَ البُخَارِيُّ: «وَيُذْكَرُ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ: ﴿الوَسْوَاسِ﴾ [الناس: ٤]: «إِذَا وُلِدَ خَنَسَهُ الشَّيْطَانُ، فَإِذَا ذُكِرَ الله ﷿ ذَهَبَ، وَإِذَا لَمْ يَذْكُرِ الله ثَبَتَ عَلَى قَلْبِهِ» (١).

قوله: (خَنَسَهُ) قيل تصحيف، والصحيح (نخسه).

فقد روى مسلم من حديث معمر، عن الزهري، عن سعيد بن المسيب، عن أبي هريرة أن النبي قال: «ما من مولود إلا نخسه الشيطان فيستهل صارخًا من نخسة الشيطان إلا ابن مريم وأمه» (٢).

قال القاضي عياض: «في هذا الكلام اختلال لا شك، وكذلك للرواة في جميع النسخ ولا معنى له وهو تصحيف وتغيير، فإما أن يكون صوابه (نخسه الشيطان) كما جاء في غير هذا الباب، لكن اللفظ الذي جاء به بعد من غير هذا الحديث وهو ما رُوِيَ عن ابن عباس يولد الإنسان والشيطان خاتم على قلبه فإذا ذكر الله خنس، وإذا غفل وسوس فكأن البخاري إنما أراد ذكر هذا الحديث» (٣).

قال ابن حجر: «قال ابن التين: ينظر في قوله: (خنسه الشيطان) فإن المعروف في اللغة (خنس) إذا رجع وانقبض، وقال عياض: كذا في جميع الروايات وهو تصحيف وتغيير … » (٤).

قال العيني: قوله: (خنسه الشيطان)، قال الصاغاني: الأولى (نخسه الشيطان) مكان خنسه الشيطان، فإن سلمت اللفظة من الانقلاب


(١) البخاري في كتاب التَّفسير (٦/ ١٨١) عقب الحديث رقم (٤٩٧٦).
(٢) مسلم (٢٣٦٦).
(٣) «مشارق الأنوار» (١/ ٢٤٢).
(٤) «فتح الباري» (٨/ ٧٤٢).

<<  <   >  >>