دفعِ مفسدةٍ يَخشى ضررَها، ولا يصحُّ إلَّا في أندر الأحوال، فالهدايةُ بيد اللَّهِ ﴿يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ﴾ [البقرة: ١٤٢].
• [الرافضةُ أكثرُ الناس لَهثًا وراء الدنيا]:
وقد شاهَدنا من خُضوع هؤلاء لأطماع الدنيا وإن كانت حقيرةً ما لا يُمكنُ التعبيرُ عنه؛ فإنه لو طَلب منه بعضُ أهل الدنيا أن يَخرج من مذهبِه، لكان سريعَ الإجابة، قريبَ الانفعال، حتى ينالَ ذلك الغرضَ الدنيويَّ، وهو لا محالةَ راجعٌ إلى ما كان فيه! ومَن كان دونَ هذا فهو أقلُّ ضررًا منه للإسلام وأهلِه ولنفسِه، وأقربُ إلى الإنصاف.
ثم مَنْ كان أقلَّ تلبُّسًا بِهذه البدعة (١) كان أقلَّ شرًّا، وأخفَّ ضُرًّا، وهو يرجعُ عنها إذا طَلب العلم، ومارَس فنونه، وعَكَف على علم الحديث؛ فإن لم يكن متأهِّلًا لطلب العلوم، فلْيَلزَمْ أهلَه المتَّصِفين بالإنصاف، العارِفين بالحق، المهتدِين بهُدى الدليل.
وقد شاهَدْنا كثيرًا ممن كان كذلك يُقلِعُ عنه، وتنحلُّ مِنْ عُقَدِ ما قد أصابه عُقدةٌ بعد عقدة، حتى تصفوَ وتذهبَ ما تكدَّرت به فطرتُه، ويدخلَ إلى الحقِّ من أبوابه بحسب استعدادِه، وبقَدْرِ فَهمِه.
• [السبب الخامس لتَرك الإنصاف: صعوبةُ الرجوع إلى الحقِّ بعدَ اعتقاد خلافه والقولِ به]:
ومِن آفات التعصُّب الماحقة لبركة العلم: أن يكون طالبُ العلم قد قال بقولٍ في مسألة كما يصدُرُ ممن يُفتي، أو يُصنِّفُ، أو يُناظرُ غيره، ويَشتهرُ