للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ك «الصِّحَاح»، و «القاموس»، و «شمس العلوم وضياء الحلوم»، و «ديوان الأدب»، ونحو ذلك من المؤلَّفات المشتملةِ على بيان اللغة العربية عمومًا أو خصوصًا، كالمؤلفات المختصَّة بغريبِ القرآن والحديث.

[الْمَنطق]:

ثم يَشتغل بعد هذا بعلم «المنطق»، فيحفظ مختصرًا من مختصراته، ك «التهذيب» أو «الشمسية»، ثم يأخذ في سماع شروحهما على أهل الفن؛ فإن العلم بِهذا الفن على الوجهِ الذي ينبغي يستفيدُ به الطالبُ مزيدَ إدراك، وكمالَ استعدادٍ عند وُرود الحُجج العقلية عليه. وأقلُّ الأحوال أن يكون على بصيرةٍ عند وقوفه على المباحث التي يوردها المؤلِّفون في علوم الاجتهاد من المباحث المنطقية؛ كما يفعلُه كثيرٌ من المؤلِّفين في الأصول والبيانِ والنحو (١).


(١) قال الإمامُ الذهبي عن «المنطق»: «المنطقُ نفعُه قليل، وضررُه وبيل، وما هو من علوم الإسلام، والحقُّ منه كامنٌ في النفوس الزكية بعباراتٍ قريبة، والباطلُ منه فاهربْ منه؛ فإنك تنقطعُ مع خصمك، وأنت تعرفُ أنك المُحق، وتقطعُ خَصمَك، وتعرف أنك على الخطأ، فهي عباراتٌ دهَّاشة، ومقدماتٌ دكَّاكة، فنسأل اللَّهَ السلامة، وإن قرأته للفرجة لا للحُجة وللدنيا لا للآخرة، فقد عذبت الحيوان، وضيَّعت الزمان، واللَّهُ المستعان، وأما الثواب، فايأس منه، ولا تأمَن من العقاب إلا بمتاب» انتهى. انظر: «زَغَل العلم» (٢٣)، وذكره الزَّبيدي في «إتحاف السادة المتقين» (١/ ٢٨٣).
وقال الإمامُ ابن الصلاح : «الفلسفةُ رأسُ السفَهِ والانحلال، ومادةُ الحَيرة والضلال، ومثارُ الزَّيغ والزندقة … وأما المنطقُ، فهو مدخلُ الفلسفة، ومدخلُ الشرِّ شرٌّ، وليس الاشتغالُ بتعليمه وتعلُّمِه مما أباحه الشارع، ولا استباحه أحدٌ من الصحابة والتابعين والأئمةِ المجتهدين والسلفِ الصالحين». «فتاوي ابن الصلاح» (١/ ٢٠٩)، نقلًا عن: «موقف المتكلمين من الاستدلال بنصوص الكتاب والسنة»، للشيخ سليمان ابن صالح الغصن (١/ ٩٢ ط: العاصمة).

<<  <   >  >>