السيفُ، وهو الحكمُ العدلُ فيمَن استحكمت عليه نزغاتُ الشيطان الرجيم، ولم تردعه قوارعُ آيات الرَّحْمن الرحيم.
• [جنايةُ جُهَّالِ الْمتصوِّفة على الإسلام وأهلِه]:
ويلتحقُ بالأمرين المذكورين أمرٌ ثالث وإن لم تكن مفسدتُه كمفسدتِهما، ولا شمولُه كشمولِهما، وهو ما صار عليه هذه الطائفةُ المدعوَّةُ ب «المتصوفة»، فقد كان أولَ هذا الأمر يطلقُ هذا الاسم على مَنْ بلغ في الزهد والعبادة إلى أعلى مبلغ، ومشى على هَدْيِ الشريعة المطهَّرة، وأعرضَ عن الدنيا، وصدَّ عن زينتها، ولم يغترَّ ببهجتها، ثم حدث أقوامٌ جعلوا هذا الأمرَ طريقًا إلى الدنيا، ومَدْرجًا إلى التلاعب بأحكام الشرع، ومَسلكًا إلى أبوابِ اللهو والخلاعة، ثم جعلوا لهم شيخًا يُعلِّمُهم كيفيةَ السلوك، فمنهم مَنْ يكون مَقصِدُه صالحًا، وطريقتُه حسنةً، فيُلقِّنُ أتباعه كلماتٍ تُباعدُهم من الدنيا، وتقرِّبُهم من الآخرة، وينقلُهم من رتبةٍ إلى رتبةٍ على أعرافٍ يتعارفونَها، ولكنه لا يخلو غالبُ ذلك من مخالفةٍ للشرع، وخروجٍ عن كثيرٍ من آدابه، والخيرُ كلُّ الخير في الكتاب والسُّنة، فما خرج عن ذلك فلا خيرَ فيه وإن جاءنا به أزهدُ الناس في الدنيا وأرغبُهم في الآخرة، وأتقاهم للَّهِ تعالى وأخشاهم له في الظاهر؛ فإنه لا زهدَ لمن لم يَمشِ على الهدي النبوي، ولا تَقوى ولا خشيةَ لمن لم يسلُك الصراط المستقيم؛ فإن الأمورَ لا تكونُ طاعاتٍ بالتعب فيها والنصَب وإيقاعها على أبلغِ الوجوه؛ بل إنما تكون طاعاتٍ خالصةً مَحضةً مباركةً نافعةً بموافقةِ الشرع، والمشيِ على الطريقةِ المحمدية.
واعتبِرْ بالخوارج؛ فقد وَصَفهم النبيُّ ﷺ بما وصف مِنْ تلك العبادات والمجاهدات التي لا تبلغُ عبادتُنا ولا مجاهدتُنا إلى شيءٍ منها، ولا تُعتبر