(٢) فحاصلُ هذا التعريف أن الاستحسان هو: «ما رآه العالِمُ حسنًا من الناحية العقلية»! وهذا باطلٌ بلا ريب، لأن العقولَ تتفاوتُ في كثير من الأمور، وعليه يُخرَّجُ قولُ الإمام الشافعي ﵀: «مَنْ استحسن فقد شَرَع». وأما المعنى الصحيح المتفق عليه للاستحسان فهو: «ترجيحُ دليل على دليل»، أو «العملُ بالدليل الأقوى أو الأحسن». وإذ قد تبيَّن هذا فاعلم هداك اللَّه للحق أنَّ مَنْ ذم الاستحسان فإنما أراد به المعنى الباطل وهو ما يقصده الإمام الشوكاني هنا، ومَن مدحه فإنما أراد به المعنى الحق. انظر: «معالِم أصول الفقه عند أهل السنة والجماعة»، للشيخ الجيزاني (٢٣٠). (٣) انقدح: اشتعل وبدا.