ابن الصلاح، و «الألفية» للعراقي وشروحها. ولا يستغني عن المطوَّلات بالمختصرات، لا سيَّما إذا بالغ مؤلِّفوها في الاختصار ك «النُّخبة»(١) وما هو مشابهٌ لها.
• [كُتب التاريخ]:
وينبغي له أن يشتغلَ بمطالعةِ الكتب المصنَّفة في تاريخ الدول؛ وحوداثِ العالَم في كل سَنة، كما فعله الطبري في «تاريخه»، وابن الأثير في «كامِله»، وكما فعله كثيرٌ من المؤرِّخين على اختلاف مسالكهم في تخصيص التصنيف بدولةٍ من الدول، أو طائفةٍ من طوائف أهلِ العلم والأدب، أو فرقةٍ من فِرق أهل الرئاسات، أو غير ذلك؛ فإن للاطلاع على ذلك فائدةً جليلةً لا يعرفُها إلا مَنْ عَرف أحوال العالَم، وأتقنَ معرفةَ أهلِ كلِّ عصرٍ منهم، وعَلِم بأوقاتِ موالِدِهم ووَفَيَاتِهم.
فإذا أحاط الطالبُ بما ذكرناه من العلوم، فقد صار حينئذٍ في «الطبقة العالية» من طبقات المجتهدين، وكمُلت له جميعُ أنواع علومِ الدين، وصار قادرًا على استخراج الأحكام من الأدلة متى شاء، وكيف شاء.
ولكنه ينبغي له أن يطَّلعَ على علومٍ أُخرى؛ لِيَكْمُلَ له ما قد حازه من الشرف، ويَتمَّ له ما قد ظَفِر به من بلوغ الغاية.
• [علم الفقه]:
فمن ذلك «علم الفقه»، وأقلُّ الأحوال أن يعرف مختصرًا في فقهِ كل مذهبٍ من المذاهب المشهورة؛ فإن معرفةَ ما يذهبُ إليه أهلُ المذاهب