للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ليستعينَ بذلك على فَهم ما يُورده المصنِّفون في مطوَّلات كتب النحو ومتوسِّطاتِها من المباحث النحوية، ويكفيه في ذلك مثل المختصر المعروف ب «إيساغوجي»، أو «تهذيب السعد» وشرح من شروحهما. وسيأتي بيان ما ينبغي الاشتغال به من فنِّ المنطق إن شاء اللَّه (١).

وليس المرادُ هنا إلا الاستعانةُ بمعرفة مباحثِ التصورات والتصديقات إجمالًا؛ لئلَّا يَعثُر على بحثٍ من مباحث العربية من نحوٍ أو صرفٍ أو بيان قد سَلك فيه صاحبُ الكتاب مسلكًا على النمط الذي سلكه أهلُ المنطق، فلا يفهمه، كما يقعُ كثيرًا في الحدود والإلزامات؛ فإن أهل العربية يتكلمون في ذلك بكلام المَناطِقة، فإذا كان الطالبُ عاطلًا عن علم المنطق بالمرة، لم يفهم تلك المباحث كما ينبغي (٢).

[علم الصَّرف]:

ثم بعد ثبوت المَلَكة له في «النحو» وإن لم يكن قد فرغ من سماع ما سميناه، يشرع في الاشتغال بعلم «الصرف»، ك «الشافية» وشرحها، و «الريحانية»، و «لامية الأفعال».

ولا يكون عالمًا بعلم الصرف كما ينبغي إلا بعد أن تكون «الشافية» من محفوظاته؛ لانتشار مسائلِ فنِّ الصرف، وطولِ ذَيل قواعده، وتشعُّبِ أبوابه.

ولا يفوته الاشتغالُ ب «شرح الرضي على الشافية»، بعد أن يشتغل بما هو أخصرُ منه من شرحها، ك «شرح الجاربردي» و «لطف اللَّه الغياث»؛ فإن فيه


(١) وستأتي بعض الكلمات عن المنطق إن شاء اللَّه.
(٢) والأولى من هذا كلِّه الاشتغال بكتب النحو التي عَرضت النحوَ عرضًا ميسرًا بعيدًا عن طرق المنطق وأساليبه؛ لا سيما وأن العرب لم يضعوه بتلك الطريقة المنطقية الجافة.

<<  <   >  >>