[المبحث الثاني: سبل الوقاية من الدعاوى المعاصرة المناوئة لدعوة الإمام]
جاءت النصوص القرآنية والأحاديث النبوية بالأمر بالدعوة إلى الله، وبذل الأسباب في ذلك - مع الإخلاص والالتجاء والاعتماد على الله-، ومدافعة الباطل، قال الله تعالى: ﴿وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّهِ كَثِيرًا وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ﴾ [الحج: ٤٠].
وإن من أهم الأسباب والوسائل وسبل الوقاية من تلك الدعاوى المعاصرة المناوئة لدعوة الإمام محمد بن عبد الوهاب ﵀ ما يلي:
١ - الإيمان بالله والتوكل عليه، وتفويض الأمور إليه، والاستعانة به في نصرة دعوة الإمام ﵀، قال تعالى: ﴿وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِأَعْدَائِكُمْ وَكَفَى بِاللَّهِ وَلِيًّا وَكَفَى بِاللَّهِ نَصِيرًا﴾ [النساء: ٤٥]، وقال تعالى: ﴿الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ (١٧٣) فَانْقَلَبُوا بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ لَمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ وَاتَّبَعُوا رِضْوَانَ اللَّهِ وَاللَّهُ ذُو فَضْلٍ عَظِيمٍ﴾ [آل عمران: ١٧٣ - ١٧٤].
٢ - الحرص على التوحيد دعوة وتدريساً وتعليماً؛ فإن الدعوات الباطلة تقوم على الإشراك بالله سبحانه: ربوبية وألوهية، وعلى البدع، ولذا فلابد لمواجهة ذلك من تعظيم شأن التوحيد والدعوة إليه وتدريسه وتعليمه في المساجد والمدارس والجامعات واستغلال وسائل الاتصال والتواصل في ذلك.
٣ - الاهتمام بنشر علم السلف الصالح، في سائر بلاد المسلمين، على مختلف المستويات العلمية، واختيار الرسائل والمؤلفات مما كُتب على مر القرون وفي مختلف البلدان ومن المذاهب الأربعة التي توضح عقيدة أهل السنة والجماعة، وتتصف بالوضوح والإيجاز، فتنشر تلك الرسائل في جميع البلاد الإسلامية وغيرها.