للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ثانياً: الهدف الديني:

لما ظهرت دعوة الإمام محمد بن عبد الوهاب وانتشرت في الجزيرة العربية والبلدان الإسلامية وغيرها، وكان لها الأثر الواضح في نشر التوحيد والسنة والقضاء على الشرك والبدع، خشي أهل الشرك والبدع على ضلالهم الذي يستمدون منه مكانتهم وأموالهم؛ فسعوا جاهدين للقضاء على هذه الدعوة المباركة بمحاربتها وتشويهها والافتراء عليها، وهو ما حصل من قبل المناوئين المعاصرين مع دعوة الإمام محمد بن عبد الوهاب ، مستغلين الجهل بالدين، وقلة الفقه، والجهل بحقيقة دعوة الإمام محمد بن عبد الوهاب ؛ فإذا جهل الإنسان حقيقة دينه أدى به ذلك لمعادة كل ما يخالف ما كان يعتقده، ومعادة كل من يدعو إليه (١).

يقول الشيخ عبد اللطيف بن عبد الرحمن بن حسن عن حال عصر الشيخ الإمام: "كان أهل عصره ومصره في تلك الأزمان قد اشتدت غربة الإسلام بينهم وعفت آثار الدين لديهم، وانهدمت قواعد الملة الحنيفية، وغلب على الأكثرين ما كان عليه أهل الجاهلية وانطمست أعلام الشريعة في ذلك الزمان، وغلب الجهل والتقليد والإعراض عن السنة والقرآن، وشب الصغير لا يعرف من الدين إلا ما كان عليه أهل تلك البلدان، وهرم الكبير على ما تلقاه عن الآباء والأجداد، وأعلام الشريعة مطموسة، ونصوص التنزيل وأصول السنة فيما بينهم مدروسة، وطريقة الآباء والأسلاف مرفوعة الأعلام، وأحاديث الكهان والطواغيت مقبولة غير مردودة ولا مدفوعة، قد خلعوا ربقة التوحيد والدين، وجدُّوا واجتهدوا في الاستغاثة والتعلق بغير الله من الأولياء والصالحين، والأوثان والأصنام والشياطين، وعلماؤهم ورؤساؤهم على ذلك مقبلون، ومن بحره الأجاج شاربون، وبه راضون، قد أغشتهم العوائد والمألوفات وحبستهم الشهوات والإيرادات عن الارتفاع إلى طلب الهدى من النصوص المحكمات والآيات البينات" (٢).


(١) انظر: إسهامات المسجد في مواجهة الانحرافات الفكرية والخلقية من منظور التربية الإسلامية: ١٤٢.
(٢) مجموعة الرسائل والمسائل: ٣/ ٣٨١ - ٣٨٢. وانظر: روضة الأفكار: ١/ ٥ - ١٢.

<<  <   >  >>