للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[المطلب الأول: دعوى تخصيص الكفر فيمن لم يفهم التوحيد على طريقة دعوة الإمام]

من الدعاوى المعاصرة التي أثيرت ضد دعوة الإمام دعوى تخصيص الكفر فيمن لم يفهم التوحيد على طريقة الإمام محمد بن عبد الوهاب .

يقول شفيق جرادي ": "أما الأمر الجديد الذي أكد عليه محمد بن عبد الوهاب، فهو ما أورده في كتاب التوحيد، الذي هو حق الله على العبيد .. إذا صاغ الكتاب بمضامين عقدية حادة تحمل طابع التقنين الفقهي حتى تحولت القناعات العقائدية إلى مجرد حرام وحلال وجائز وواجب.

ومن أكثر الإقحامات التي قام بها قوله: (إن العبادة هي التوحيد؛ لأن الخصومة فيه). فكل من يختلف في أمور وأحكام العبادة سيكون عرضة للخصومة التي قد تصل لحد القتل والتكفير الصريح.

واعتباره أن لا أحد معذور لأن (الرسالة عمت كل أمة).

وهو صاحب تلك الرسالة: كأنما هو نبي جديد …

ثم ذهابه إلى أن التوحيد بما هو عبادة تستقيم بحسب شرح ابن عبد الوهاب لها، لا يكفي مجرد الاعتراف بها؛ بل لابد من التزام المسألة الكبيرة -وهي- أن عبادة الله لا تحصل إلا بالكفر بالطاغوت … والطاغوت عام في كل ما عُبد من دون الله.

بعد هذا، يأخذ ليبين كيف يكون اتباع الكفر والطاغوت فيصل في كل شيء لدرجة (أن من الشرك لبس الحلقة والخيط ونحوهما لرفع البلاء أو دفعه). وليعتبر أن (سبب كفر بني آدم وتركهم دينهم هو الغلو في الصالحين).

وليفتح المجال أمام القول: إن (من أطاع العلماء والأمراء في تحريم ما أحل الله، أو تحليل ما حرم الله فقد اتخذهم أرباباً من دون الله).

وهكذا، يصبح كل موقف فقهي إنما يأخذ أصالته من عنوان التوحيد الذي صاغه محمد

<<  <   >  >>