للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[المطلب الخامس: دعوى الغفلة عن أحاديث وأدلة في الولاء والبراء]

من الدعاوى المعاصرة التي أثيرت ضد دعوة الإمام محمد بن عبد الوهاب دعوى الغفلة عن أحاديث وأدلة في الولاء والبراء، ومن ذلك حديث "سهيل بن بيضاء "؛ وأنهم لم يذكروه في الدرر السنية، وهذا نقص في التحرير والقدرة على المعرفة، وأنهم لو علموا به لقالوا بموجَبه.

يقول د. حاتم الشريف تعليقاً على حديث سهيل بن بيضاء : "حديث سهيل بن بيضاء من أهم أحاديث وأدلة الباب (باب الولاء والبراء)، في تحرير أحكامه، أو في ضرورة الإجابة عليه (عند من يعترض على دلالته).

ومع ذلك لم يذكره أحد قبلي من المعاصرين ممن ألف في الولاء والبراء أو تعرض له، ولا ذكره دعاة الدعوة النجدية في (الدرر السنية)!. ولا أظن ذلك إلا غفلة عنه.

وأحسب لو وقفوا عليه، وفهموا وجه دلالته، وعلاقته بتحرير هذا الباب، لوجب أن يذكروه، ولو اعتراضاً عليه، أو ادعاء أنه من المشتبهات، كما اعتدناه منهم في كثير مما يخالفهم فلا يجدون عليه جواباً!.

وهذا الفوات في حجج هذا الباب لهو من قرائن نقص التحرير، ومن أسباب انحسار القدرة المعرفية فيه" (١).

حقيقة هذه الدعوى:

هو تحديد مناط التكفير بالأعمال الظاهرة التي تخالف موجبات الولاء والبراء، وأن هذا الحديث يدل على أن مجرد الخروج مع المشركين لا يلزم منه التكفير.

الجواب عن هذه الدعوى:


(١) الولاء والبراء بين الغلو والجفا: ٨٧، وانظر: ١٧ - ١٨.

<<  <   >  >>