للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

تقدير! " (١).

وقد سبق في المقدمة طلب الإمام محمد بن عبد الوهاب للعلم ورحلاته في ذلك، وذكر مشايخه الذين تتلمذ عليهم، ومنهم المحدِثين المسندين كمحمد حياة السندي. أما رجوعه واعتماد على كتب السلف فهذا ظاهر بين في جميع مؤلفاته ، ومن نظر فقط في كتاب التوحيد عرف غزارة علم الإمام، فإنه يذكر ترجمة الباب، ثم يتبعها بالآيات القرآنية والأحاديث النبوية، وينقل الآثار عن الصحابة، وله المؤلفات الكثيرة التي لم يخرج فيها أبدا عن كتب السلف.

[١٥ - الفصل بين دعوة الإمام ودعوة السلف]

من أساليب المناوئين لدعوة الإمام محاولة الفصل بين دعوة الإمام ودعوة السلف، وإتهام دعوة الإمام بمخالفتها، "باعتبارهما متناقضتين، وأن الوهابية هي دين مختلف عن السلفية السنية السائدة في العالم الإسلامي … "، وأن " الفرق الكبير بين السنة والوهابية هو في المعتقدات والطقوس. ويشكل السنة الأغلبية بنسبة تقريبية تصل إلى ٩٠% من المسلمين في جميع أنحاء العالم حيث ينتمون إلى المذهب السني، في حين يتركز أعضاء الحركة الوهابية في المملكة العربية السعودية" (٢).

يقول الكسندر فاسيليف، وهو صحفي من جمهورية التشيك، في مقال له بعنوان "السلفية: النظرية والتطبيق جاء فيه: "إن عقيدة الوهابية، وهي الاسم الثاني للسلفية، مأخوذة من مفهوم السلف الصالح، والذي يشير إلى مجموعة من أصحاب النبي محمد الذين تزعم الوهابية أنها تتبعهم. هذه العقيدة الوهابية تأسست في العالم الإسلامي عن طريق الشيخ محمد بن عبد الوهاب وقامت على أساس كتابات عالم الكلام ابن تيمية في القرن الرابع عشر" (٣).


(١) الانتصار لأهل السنة وكشف مذهب أدعياء السلفية: ٦٥ - ٦٦.
(٢) السلفية السعودية في الكتابات الغربية: ١٣ - ١٤.
(٣) المرجع السابق: ١٧.

<<  <   >  >>