للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[المطلب الثاني: دعوى التسرع في التكفير وسفك الدماء]

من الدعاوى المعاصرة التي أثيرت ضد دعوة الإمام محمد بن عبد الوهاب دعوى التسرع في التكفير وسفك الدماء.

يقول الحسن بن علي الكتاني فيما أُنكر على الإمام محمد بن عبد الوهاب: "لكن العلماء أنكروا عليه وعلى جنوده التجاري في سفك الدماء، والتسرع في التكفير" (١).

وقال أيضاً: " كثير من المجددين ودعاة التغيير والعمل بالسنة كانوا يوافقون دعوة ابن عبد الوهاب ويرونها إحياء لدعوة شيخ الإسلام ابن تيمية ومنهاج السلف، لكنهم استنكروا تسارع النجديين في التكفير وسفك دماء الناس واستحلال أموالهم" (٢).

ويقول أحمد سالم في مقدمة المناظرة الثالثة: (التكفير والقتال في الدعوة الوهابية) في سرد نقاط المناظرة:

"رابعاً: هذا التساؤل - التكفير والقتال في الدعوة الوهابية - لم يكن أصلاً ليطرح لولا ثقافة التكفير الواسعة التي شاعت منذ ظهور دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب ، فقد لعبت مدرسته دوراً كبيراً في ترسيخ مبدأ الغلو في قضية التكفير عند أتباع الشيخ ومحبيه … " (٣).

حقيقة هذه الدعوى:

التسرع في التكفير، والتكفير بالذنوب وسفك الدماء من سمات الخوارج؛ فهم يحدثون البدع المخالفة للكتاب والسنة، ثم يكفرون من خالفها؛ ولذلك حاول المناوئون المعاصرون التنفير من دعوة الإمام وتشويها بفرية التسرع في التكفير وسفك الدماء.

الجواب عن هذه الدعوى:

أولا: أنه سبق في المبحث الثاني من هذا الفصل بيان موقف الإمام من التكفير ومنهجه


(١) مباحث في العذر بالجهل وإقامة الحجة: ٢٤٦.
(٢) المرجع السابق: ٢٥٤.
(٣) جدل الدين والسياسة: ٢١٧ - ٢١٨. وانظر: النزعة التكفيرية في فكر الوهابية، د. اليماني الفخراني.

<<  <   >  >>