للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

٥ - الدعم الغربي لأهل البدع والضلالات: من آثار هذه الدعاوى المعاصرة ضد دعوة الإمام الدعم الغربي لأهل البدع ونشر كتبهم خشية إنتشار دعوة الإمام؛ لأن في إنتشار دعوة الإمام مقاومة للاستعمار الغربي، يقول عبد الوهاب المسيري مشيراً إلى التشجيع الغربي للحركات الصوفية: "مما له دلالته أن العالم الغربي الذي يحارب الإسلام يشجع الحركات الصوفية، ومن أكثر الكتب انتشاراً الآن في الغرب مؤلفات محيي الدين بن عربي وأشعار جلال الدين الرومي. وقد أوصت لجنة الكونجرس الخاصة بالحريات الدينية بأن تقوم الدول العربية بتشجيع الحركات الصوفية، فالزهد في الدنيا والانصراف عنها وعن عالم السياسة يضعف ولا شك صلابة مقاومة الاستعمار الغربي" (١).

ويقول الرئيس الفرنسي موريس دولا فوس: "لقد اضطر حكامنا الإداريون وجنودنا في أفريقيا لتنشيط دعوة الطرق الدينية الإسلامية لأنها كانت أطوع للسلطة الفرنسية وأكثر تفهماً وانتظاماً من الطرق الوثنية" (٢).

ويدل على ذلك ما ورد في توصيات تقرير راند ٢٠٠٤ م: "تعزيز مكانة المذهب الصوفي: تشجيع الدول ذات التقاليد الصوفية القوية على التركيز على الجزء الصوفي من تاريخهم وإدراجه في المناهج الدراسية المعتمدة في المدارس. وشد الانتباه بقوة أكبر إلى الإسلام الصوفي" (٣).

وفي سنة ١٤٢٦ هـ حضر السفير الأمريكي مولد البدوي في القاهرة معلناً إعجابه الشديد بعالم التصوف الإسلامي، لافتاً إلى ما تنطوي عليه الصوفية من تسامح، وما تجسده من قيم ومبادئ إسلامية رفيعة مثل الحق والخير والجمال (٤).


(١) نقلاً عن: التصوف بين التمكين والمواجهة: ١٢. وانظر: الشيعة والمتصوفة، مجلة البيان، العدد ٣٢٠.
(٢) الاستعمار الفرنسي في أفريقيا السوداء. ٥٣.
(٣) انظر: مقالة دراسة خطيرة: مواجهة المد الإسلامي السني عبر بوابة التصوف الشيعي بمصر: http:// www.muslm.org/ vb/ showthread.php? ٣٣٠١٢٠، ٩/ ٧/ ١٤٣٨.
(٤) انظر: التصوف بين التمكين والمواجهة: ٣١. والعلاقة بين الصوفية والإمامية: ٤٩٩ - ٥٠٢

<<  <   >  >>