للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[المطلب الثالث عشر: دعوى أن إثبات العلو لله يلزم منه التحيز والتجسيم]

من الدعاوى المعاصرة التي أثيرت ضد دعوة الإمام محمد بن عبد الوهاب دعوى أن إثبات العلو لله يلزم منه التحيز والتجسيم، مع أن الله منزه عن ذلك تعالى وتقدس.

يقول عبد الرحمن حجازي: "ومن أعجب العجائب أن الوهابية وأئمتهم في التجسيم والتشبيه، كابن تيمية في كتابه المسمى "مجموع الفتاوى" وابن قيم الجوزية في كتابه المسمى "القصيدة النونية" وابن باز في "موقعه الإلكتروني" وابن عثيمين في كتابه المسمى "فتاوى في العقيدة"، وابن جبرين في كتابه المسمى "التعليقات الزكية على العقيدة الواسطية" وعلى بن يحيى بن حضرم وأحمد بن يحيى النجمي في رسالة لهما اسمها "الاعتقاد أن الله تعالى في كل مكان من أفسد المعتقدات وأخبثها" ومحمد خليل هرّاس في "شرحه على نونية ابن قيم" وعبد الرحمن دمشقية في "كثير من كتاباته" وعبد الهادي وهبي في كتابه المسمى "غاية البيان في إثبات علو الرحمن" وأضرابهم من الذين أنكروا قيمة البرهان النقلي والعقلي ولجأوا لإثبات عقيدتهم الفاسدة المكذبة للقرآن التي هي نسبة الحيز والمكان إلى الله، وتعالى الله وتقدس عن ذلك لأنه سبحانه قال: ﴿هُوَ الْأَوَّلُ وَالْآخِرُ﴾ [الحديد: ٣]، وقال : «اللهم أنت الأول فليس قبلك شيء وأنت الآخر فليس بعدك شيء وأنت الظاهر فليس فوقك شيء وأنت الباطن فليس دونك شيء» [رواه مسلم] … ومن كان كذلك كان موجوداً بلا مكان" (١).

ثم قال بعد أن ذكر بعض الأدلة على كلامه:

"وبعد هذه الأدلة القرآنية والحديثية لم يستح هؤلاء الوهابية لا من الله ولا من الناس، ولجأوا إلى فرعون الكذاب المفتري الذي ادعى الألوهية لنفسه واحتجوا به في عقيدتهم التي هي أوهى من بيت العنكبوت، فقال داعية فسادهم المدعو عبد الله بن عبد الرحمن بن جبرين في كتابه المسمى "التعليقات الزكية على العقيدة الواسطية" ما نصه: (الآية الرابعة: وهي قصة فرعون، حكى الله عنه أنه قال: ﴿يَاهَامَانُ ابْنِ لِي صَرْحًا لَعَلِّي أَبْلُغُ الْأَسْبَابَ﴾ [غافر: ٣٦]، الصرح هو


(١) الأنوار الإيمانية في طمس ضلالات الوهابية: ٢٠٤.

<<  <   >  >>