للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الواقعة من نجد وسط السعودية.

وإذا أردنا الدقة فقد كانت تلك الحادثة تشير بما استبطنه ذلك الاحتجاج الديني من دوافع اجتماعية ومناطقية، نبعت من الشعور بالتفوق والاستعلاء النجدي الاجتماعي والسياسي والديني على حاضرة الحجاز وأشكال الثقافة والتنوع المذهبي والعرقي الذي زخر بها منذ مئات السنين. وهو استعلاء نشأ مع الدولة السعودية الأولى وتمدد دعوة ابن عبد الوهاب حتى ابتلعت الحجاز والحرمين، وهو استعلاء ظهر فاقعاً في فتح الحجاز ١٣٤٤/ ١٩٢٥، واستمر حتى اليوم بمظاهر وتجليات متعددة" (١).

[١٣ - الاعتماد على مصادر غير صحيحة أو مناوئة لدعوة الإمام في التحذير منها]

من أساليب المناوئين لدعوة الإمام الاعتماد على مصادر غير صحيحة أو مناوئة لها، أو لمؤلفين مجهولين، والإحالة عليها، وبثها ونشرها. يقول ميقات الراجحي: إلى الآن يعد كتاب نيبور (٢) "رحلات إلى بلاد العرب وبلدان أخرى محيطة بها" أقدم من كتب عن دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب، والملاحظ أنه من أكثر الكتب إنصافاً - رغم بعض التجاوزات- للحركة الإصلاحية رغم أنه لم يقابل الشيخ.

بينما يرى الرحّالة فلبي (١٨٨٥ - ١٩٦٠) (٣) عندما يتحدث عن رحلة نيبور، لقد كانت


(١) التصوف في السعودية: ٨٣.
(٢) كارستن نيبور، مستشرق رحّالة. دنمركي الأصل، ألماني المولد والمنشأ. صنف بالألمانية كتابا في: وصف بلاد العرب، ورحلة في البلاد العربية وما جاورها، عين بعد رجوعه إلى الدنمرك مهندسا في أركان الحرب ثم مستشارا حقوقيا في ملدوف (سنة ١٨٠٨) ومات بها. انظر: الأعلام: ٥/ ٢١٠.
(٣) هاري سانت جون فلبي، أو الحاج عبد الله فلبي: مستشرق بريطاني، من أغزر الكتاب علما بجزيرة العرب. ولد في سيلان وتعلم في انكلتر وخدم حكومته في الهند (١٩٠٨ - ١٩١٥) ودعي إلى العراق فعمل في البصرة. ودخل الرياض (١٩١٧) ضمن البعثة المتجهة نحو الجزيرة العربية (١٣٣٦ هـ/ ١٩١٧ م) ثم تتابعت رحلاته نحو الجزيرة العربية وبدأت علاقته تتوطد بالملك عبد العزيز آل سعود في نجد، وصنف ١٥ كتابا بالإنكليزية، منها: تاريخ نجد، وأرض الأنبياء، ويوبيل الجزيرة العربية، والبلاد العربية، وبلاد العرب الوهابية، وغيرها. توفي سنة ١٣٨٠ هـ. انظر: الأعلام: ٨/ ٦٣، ومقدمة كتاب قلب الجزيرة العربية: ٩ - ١٢.

<<  <   >  >>