للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[المطلب الخامس: دعوى إدعاء العصمة لدعوة الإمام]

من الدعاوى المعاصرة التي أثيرت ضد دعوة الإمام محمد بن عبد الوهاب دعوى أن أتباع الإمام يدّعون العصمة لهذه الدعوة ولإمامها.

يقول أحمد سالم -بعد أن ذكر الفرق بين السلفية (المنهج) وبين التحققات التاريخية، وأن المنهج السلفي صحيح ولكن التحقق التاريخي لا يستطيع أحد أن يدعي أنه أصاب تماماً ما كان عليه النبي :

"من هنا ننظر للدعوة الوهابية على أنها مجرد "تحقق تاريخي للسلفية" تحاول أن تصيب ما كان عليه النبي وأصحابه. هي تدعي أنها أصابته في المسائل التي تكلمت فيها قطعاً، خاصة في أصول مسائل الاعتقاد، وظناً في فروع مسائل الفقه، فعمل الناقد هنا أن يحاكم ما تقوله الدعوة الوهابية إلى اتفاق الصحابة، هل بالفعل اتفقوا على الأقوال التي تدعي الوهابية أنها العقيدة وأنها سلفية أم لم يتفقوا؟ ونفس القضية مع شيخ الإسلام ابن تيمية.

هذا محدد نقدي أساسي سواء للسلفية أو الوهابية، وإن عملك النقدي هو محاكمة هذه التحققات التاريخية للأصل المنهجي الأول، وليس عملك النقدي أن تنكر أن هذا في الأصل منهجي، بل اتفاق الصحابة أصل منهجي معياري، لا يجوز أن يجتمع صحابة النبي على باطل" (١).

ويقول الحسن بن علي الكتاني: "وكثير من أهل السنة المعاصرين ودعاة منهاج السلف على اختلاف مشاربهم ومناهجهم يتكلمون عن الدعوة النجدية وكأنها كانت بلا أخطاء، ويجعلون المناوئين لها وكأنهم ما حملهم على مخالفتها والرد عليها إلا البدعة والضلال.

ولطالما رأيت كتباً ودراسات عن علماء كبار ألفت في مخالفاتهم العقدية وانحرافاتهم عن السنة، كما يظن أصحابها لكن لم أر شيئاً من ذلك عن الإمام ابن عبد الوهاب وأصحابه" (٢).

ويقول أيضاً: " و"الدعوة النجدية" غلا فيها صنفان من الناس:


(١) أثر الدعوة الوهابية في التيارات الإسلامية المعاصرة: ٢٧٣.
(٢) مباحث في العذر بالجهل وإقامة الحجة: ١٥.

<<  <   >  >>