للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[المطلب الأول: دعوى تأثر الجماعات المتطرفة في الولاء والبراء بدعوة الإمام]

من الدعوى المعاصرة التي أثيرت ضد دعوة الإمام محمد بن عبد الوهاب دعوى تأثر الجماعات المتطرفة في الولاء والبراء بدعوة الإمام، وأن هذه الجماعات تنتسب للإمام وتستمد أقوالها وأفكارها من مؤلفاته ومؤلفات أتباعه.

يقول فؤاد إبراهيم تحت عنوان: (الصحافة السعودية .. (دواعش) نبتة محلية): "أولى المقالات التي تناولت (داعش) كانت للكاتب عبد السلام الوايل في جريدة (الحياة) بتاريخ ١٣ يناير ٢٠١٤ بعنوان (القابلية للاستدعاش)، وكان باعثه هو مدى قدرة (داعش) على استقطاب عناصر سعودية للقتال في سوريا".

ثم يقول: "ويختصر صفات "داعش" في "التكفير" و"حب الموت"، ومع أن جذر "يوتوبيا (١) داعش" مكين في وجدان القوميين والإسلاميين ولكنه مع "داعش" و"جبهة النصرة" مختلف، "إنه تصور سلفي خالص" بمعنى آخر: إن "داعش" هي من الناحية العقدية وهابية لأن الأسس الفكرية لديها هي ذاتها الأسس الفكرية للسلفية، مفاهيم "الولاء والبراء" و"الحب في الله والكره فيه" و"نواقض الإسلام العشرة" التي نؤسس عليها تصورنا لديننا هي في جوهرها المفاهيم المؤسسة لمشروعية "داعش" في مفاصلتها مع العالم كله" (٢).

ويقول الحسن بن علي الكتاني لما ذكر بعض أخطاء النجديين وتأثر بعض أهل السنة والدعوة الجهادية بهم:

"وطائفة أخرى من أهل السنة والدعوة للجهاد ونصرة المسلمين يعذرون الناس في كثير من الأمور، لكنهم متأثرون بفتاوى النجديين في مسائل موالاة أعداء الله تعالى، ولا يفرقون بين الموالاة الكبرى التي تفضي إلى الخروج من الدين وهي ما يسمى عند المعاصرين (الخيانة العظمى) وذلك بمظاهرة أعداء الله تعالى ومناصرتهم على أهل الإسلام قتلاً وإطفاء لنور الله


(١) تعني في أصلها اليوناني: الوجود في غير مكان، أو الوجود في الوهم والخيال.
(٢) داعش من النجدي إلى البغدادي: ٢٤٩ - ٢٥٠.

<<  <   >  >>