للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[المبحث الأول: المراد بالغلو والتطرف]

[المراد بالغلو في اللغة]

الغلو هو: مجاوزة الحد وتعديه، وغلا في الأمر يغلو غُلوا، أي جاوز فيه الحد. وغلا غلاء فهو غال، وغلى ضد الرخص … وغلا في الأمر غلوا جاوز حده.

قال ابن فارس : "غلوى: الغين واللام المعتل أصل صحيح في الأمر يدل على ارتفاع ومجاوزة قدر، يقال: غلا السعر يغلو غلا وذلك ارتفاعه، وغلا الرجل في الأمر غلوا إذا جاوز حده" (١).

وأصل الغلاء: الارتفاع ومجاوزة القدر في كل شيء ..... يقال: غاليت صداق المرأة أي أغليته. وغلا في الدين والأمر يغلو غلوا: جاوز حده.

وغلوت في الأمر غلوا وغلانية وغلانيا إذا جاوزت في الحد وأفرطت فيه، ويقال للشيء إذا ارتفع: قد غلا.

"وغلا في الدين غلوا من باب قعد وتصلب وتشدد حتى جاوز الحد وفي التنزيل: ﴿لَا تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ﴾ [النساء: ١٧١، والمائدة: ٧٧]. وغالى في أمره مغالاة بالغ" (٢).

فتبين مما سبق أن الغلو يدل على: الارتفاع والزيادة ومجاوزة الحد المعتاد.

ومما جاء في السنة على هذه المعاني قوله في حديث أبي ذر: «أي الرقاب أفضل؟ قال: أغلاها ثمنا وأنفعها عند أهلها» (٣).

وحديث النعمان بن بشير أن النبي قال: «أهون أهل النار عذابا يوم القيامة


(١) مقاييس اللغة: ٤/ ٣٨٧.
(٢) المصباح المنير: ٢/ ٤٥٢. وانظر: القاموس المحيط: ١٣١٨، وتاج العروس: ٣٩/ ١٧٨، ولسان العرب: ١٥/ ١٣١، وتهذيب اللغة: ٨/ ١٦٩.
(٣) صحيح البخاري، كتاب العتق، باب أي الرقاب أفضل، برقم: ٢٥١٨، وصحيح مسلم، كتاب الإيمان، باب كون الإيمان بالله أفضل الأعمال، برقم: ٨٤.

<<  <   >  >>