للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[المطلب الخامس: دعوى مبايعة أتباع دعوة الإمام لداعش]

من الدعاوى المعاصرة التي أثيرت ضد دعوة الإمام محمد بن عبد الوهاب دعوى مبايعة أتباع دعوة الإمام بالخلافة لداعش.

يقول فؤاد إبراهيم: "وفي يوم الإعلان عن (الدولة الإسلامية) أو (الخلافة) وتتويج أبي بكر البغدادي، إبراهيم بن عواد البدري خليفة على المسلمين، بادر بعض أتباع المذهب الوهابي في المملكة السعودية إلى مبايعته، على الأقل في العالم الافتراضي، وهنا يكمن السؤال المفتاحي لفهم علاقة (داعش) بالمملكة السعودية، وباتباع المذهب الرسمي فيها" (١).

ويقول في بيان إخلاص "داعش" للعقيدة الوهابية: "إذ ليس هناك من يشكك في إخلاص (داعش) للعقيدة الوهابية الأصلية وتجسيده لتعاليمها، مع اندلاع الخلاف بين (القاعدة) و (داعش) وخروجه للعلن، تكشفت حقيقة الجذور الفكرية لكل منهما، وتبين أن (داعش) هو تنظيم سلفي وهابي خالص، على العكس من (القاعدة) التي تضم بين صفوفها عناصر من تلاوين مذهبية سنية متنوعة" (٢).

ثم ذكر أن (داعش) تقيم الخلافة تحقيقاً للوعد الوهابي، فقال: "إن مرحلة إدارة التوحش تكون تمهيدية لمرحلة التمكين، وأن إدخال السعودية ضمن استراتيجية التغيير يعني أن (داعش) تستعد لتحقيق الوعد الوهابي المؤجل بإقامة الخلافة أو (الإمامة الكبرى)، بحسب تعبير ابن تيمية". ثم ذكر بعض الكتابات والمقالات التي تأيد التفجيرات وترد على من انتقدها …

ثم قال: "إذن، نحن أمام فصل من التجاذب داخل النطاق العقدي الواحد، حيث تنجب الجماعة مولوداً يحمل سماتها الوراثية، ويعتنق المبادئ المؤسسة لخطابها وهويتها ورؤيتها. فأولئك الذين يحاجّون العلماء إنما يصدرون عن ذات فتاوى الجهاد التي جرى تعميمها وتطبيقها خلال عقدين من الزمان" (٣).


(١) داعش من النجدي إلى البغدادي: ٩.
(٢) المرجع السابق: ١٥.
(٣) داعش من النجدي إلى البغدادي: ٢٣٣ - ٢٣٤.

<<  <   >  >>