للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الصالح" (١).

وقال أيضًا: " وكون البقعة ثغرا للمسلمين أو غير ثغر هو من الصفات العارضة لها لا اللازمة لها؛ بمنزلة كونها دار إسلام أو دار كفر أو دار حرب أو دار سلم أو دار علم وإيمان أو دار جهل ونفاق. فذلك يختلف باختلاف سكانها وصفاتهم؛ بخلاف المساجد الثلاثة فإن مزيتها صفة لازمة لها؛ لا يمكن إخراجها عن ذلك" (٢).

رابعا: قول سعيد الكثيري: "أما الشيخ محمد بن عبد الوهاب فلم ترفع راية الجهاد داخل دار الإسلام منذ عهد الخوارج إلا في عهده".

فإن راية الجهاد الصحيح لم ترفع من المسلمين ضد المسلمين داخل دار الإسلام مطلقا، لا من الخوارج ولا غيرهم، لأن ما يفعله الخوارج وما يرفعونه من راية ليست براية صحيحة ولا جهاد صحيح؛ وإن زعموا أنهم بذلك يجاهدون؛ ولا يمكن أن ترفع راية جهاد صحيحة من المسلمين ضد المسلمين داخل دار الإسلام ولا خارجه.

خامسا: قوله عن دعوة الإمام: " ومع تسليمنا واعترافنا بأن دعوته أحدثت أعظم حركة تصحيح عقائدي في القرون الأخيرة، إلا أن أفكاره التكفيرية والجهادية كانت شديدة الغلو، وما زالت تثير الفتنة وتغذيها، وتنتج أهل الغلو حتى لحظتنا الراهنة".

فهذا تناقض، فكيف تكون دعوته أحدثت أعظم حركة تصحيح عقائدي، ثم تكون أفكاره التكفيرية والجهادية شديدة الغلو؟!.

سادسا: قوله: " لم تنتقل دار الحرب إلى الديار الإسلامية إلا في عهد الخوارج وفي عهد الشيخ محمد بن عبد الوهاب! ".

فقد سبق في الفصل الثاني في الدعوى الأولى، وفي المبحث الثاني، والدعوى الثالثة من هذا الفصل بيان عقيدة الشيخ في التكفير والقتال، ومخالفة منهج الشيخ لمنهج الخوارج، وبيان الفرق بين دعوة الشيخ وبين دعوة الخوارج، وأن دعوة الشيخ هي دعوة السلف الصالح،


(١) مجموع الفتاوى: ٢٧/ ٤٥.
(٢) المرجع السابق: ٢٧/ ٥٣ - ٥٤.

<<  <   >  >>