للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا﴾ [الشعراء: ٢٤]، أي خالق جميع هذا ومالكه … إلى آخره" (١).

حقيقة هذه الدعوى:

هذه الدعوى قديمة (٢)، فإن هذه الألفاظ يدخلون في مسماها الذي ينفونه أموراً مما وصف الله به نفسه، ووصفه به رسوله، فيدخلون فيها نفي رؤية الله؛ لأن رؤيته على اصطلاحهم لا تكون إلا لمتحيز في جهة وهو جسم، ثم يقولون: والله منزه عن ذلك فلا تجوز رؤيته.

وكذلك يقولون إن المتكلم لا يكون إلا جسماً متحيزاً، والله ليس بجسم متحيز فلا يكون متكلماً.

ويقولون: لو كان فوق العرش لكان جسماً متحيزاً، والله ليس بجسم متحيز، فلا يكون متكلماً فوق العرش.

ويقولون: لو كان في العلو لكان جسماً متحيزاً، والله ليس بجسم متحيز، فلا يكون في العلو وأمثال ذلك (٣).

الجواب عن هذه الدعوى:

أولا: قول الكاتب عن شيخ الإسلام ابن تيمية " في كتابه المسمى مجموع الفتاوى"، يدل على عدم معرفته بكتب شيخ الإسلام ابن تيمية ؛ فإن شيخ الإسلام ليس له كتاب بهذا الإسم؛ وإنما مجموع الفتاوى للشيخ عبد الرحمن بن قاسم جمع فيه بعض رسائل وفتاوى شيخ الإسلام .


(١) المرجع السابق: ٢٠٧، وانظر: الإنصاف فيما أثير حوله الخلاف: ٢٧٥، وتهافت السلفية: ٧٤، و تحقيق مسائل مهمات من علم التوحيد والصفات: ١٧٤، والحنابلة واختلافهم مع السلفية المعاصرة: ٣٤٣.
(٢) انظر: الاقتصاد في الاعتقاد: ٣٢ - ٣٤، والأسماء والصفات للبيهقي: ٢/ ٣٠٧، وأساس التقديس: ٢٨، والكشف عن مناهج الأدلة: ١٤٥.
(٣) درء التعارض: ١/ ٢٢٨.

<<  <   >  >>