أمه أمتك وهل نفرض لامرأتك قال: فخرج الرجل بابنه حتى أتى أهله، فلما أتاهم خرج بابنه وبأمه إلى السّوق يبيعهما، فبلغ ذلك عمر ﵁ فأرسل إليه فقال: إني لو كنت تقدمت إليك في هذا لجعلتك نكالا، قال: يا أمير المؤمنين قد زعمت أنّه عبدي وأنها أمتي!! قال سعيد: فقام عمر ﵁ عند ذلك فنهى عن بيع أمهات الأولاد.
حدثنا محمد بن حاتم قال، حدثنا القاسم من مالك المازني قال، حدثنا عبد الله بن سعيد بن أبي سعيد، عن جده: أنه سمع عمر بن الخطاب ﵁ على منبر رسول الله ﷺ يقول: إن الله قد أفاء عليكم من سبي الأعاجم ما لم يفئ على رسول الله ﷺ، ولا على أبي بكر ﵁؛ من نسائهم وأولادهم، وإني قد عرفت أن رجالا سيلهون بالنساء فمن ألمّ بامرأة فولدت له، فلا تبيعوا أمهات أولادكم؛ فإنكم إذا فعلتم ذلك يوشك أن يتزوّج أحدكم ذا محرمه، وهو لا يشعر، ثم إن عمر ﵁ قضى فيهن بعد ذلك أن يجعلن من أنصباء أولادهن، فأتاه صبيّ شابّ فقال: يا أمير المؤمنين إن إخوتي أقاموا عليّ أمي بجميع ما ورثت عن أبي، فقال عمر ﵁: لا، إنما أردنا من ذلك عدلا، ما لنا نمنعهن من البيع ونجعلهن في أنصباء أولادهن، بل هي في يمينه وأمره ما عاش فإذا مات فهي حرّة.
حدثنا هارون بن عبد الله الزهري قال، حدثنا العطاف بن خالد، عن عبد الأعلى بن عبد الله بن أبي فروة، عن ابن شهاب قال:
أصابت أهل المدينة حاجة من فتنة عبد الملك بن مروان، فتذكرت