للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ابن عبس بن رفاعة بن الحارث (بن (١) بهثنة بن سليم متألها في الجاهلية، قد نظر في الكتب، فلما سمع بالنبي قدم عليه فقال: اعرض عليّ ما جئت به وأخبرني باسمك ونسبك، فتسمى له وانتسب، وعرض عليه الإسلام، فقال: والله إن اسمك لاسم النبي المنتظر، وإن نسبك لشريف، وإن ما جئت به لحق، أشهد أنك رسول الله، ثم قال:

تابعت دين محمد ورضيته … كلّ الرّضا لأمانتي ولديني

ذاك امرؤ نازعته قول الهدى (٢) … وعقدت فيه يمينه بيميني

أمن الفلا لما رأين الفعل من … عف الخلائق طاهر ميمون

أعني ابن آمنة الأمين ومن به … أرجو السلامة من عذاب الهون

قد كنت آمله وأنظر دهره … فالله قدّر أنه يهديني


= السماوات السبع والملائكة وعبادتهم، وذكر الأرض وما فيها فأسلم ورجع إلى قومه فقال: يا بني سليم. قد سمعت برجمة الروم وفارس، وأشعار العرب والكهان ومقاول حمير، وما كلام محمد يشبه شيئا من كلامهم، فأطيعوني في محمد، فإنكم أخواله، فإن ظفر تنتفعوا به وتسعدوا، وإن تكن الأخرى لم تقدم العرب عليكم، فقد دخلت عليه وقلبي عليه أقسى من الحجر فما برحت حتى لان بكلامه.
وكان النبي يسميه حبر بن سليم، وكان إذا افتقده يقول: يا بني سليم أين حبركم؟ فقال قيس بن نشبة:
تابعت دين محمد ورضيته … كل الرضا لأمانتي ولديني
.. الأبيات
(١) الإضافة عن جمهرة أنساب العرب لابن حزم الأندلسي ص ٢٦١ تحقيق عبد السلام هارون.
(٢) كذا في الأصل: وفي الإصابة ٢٥٠:٣ «قول العدي».
أمن الفلا لما رأين الفعل من … عف الخلائق طاهر ميمون
هذا البيت لم يرو في الإصابة ٢٥٠:٣.