للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أخبرنا عن عيسى، فقال رسول الله : روح الله وكلمته ألقاها إلى مريم. فقالوا: ما ينبغي لعيسى أن يكون فوق هذا: فأنزل الله فيه: «فَمَنْ حَاجَّكَ فِيهِ مِنْ بَعْدِ ما جاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعالَوْا نَدْعُ أَبْناءَنا وَ أَبْناءَكُمْ وَ نِساءَنا وَ نِساءَكُمْ وَ أَنْفُسَنا وَ أَنْفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَلْ لَعْنَتَ اللهِ عَلَى الْكاذِبِينَ» (١).

قال الوليد، قال أبو عمرو: انه قدم وفد نجران على رسول الله فيهم السيد والعاقب (٢) فخاصموا رسول الله خصومة لم يخاصم مثلها قط، فانصرف أحدهما وبقي الآخر، فدعاه رسول الله إلى الملاعنة، فأجابه إليها، فلما ولّى قال رسول الله لأصحابه: والذي


=من مخاليف اليمن من ناحية مكة، وبها كان خبر الأخدود، وإليها تنسب كعبة نجران، وكانت بيعة بها أساقفة مقيمون، منهم السيد والعاقب اللذان جاء ذكرهما في هذا الحديث.
وفي فتح الباري بشرح صحيح البخاري ٧٣:٨ قال ابن حجر: نجران - بفتح النون وسكون الجيم - بلد كبير على سبع مراحل من مكة إلى جهة اليمن، يشتمل على ثلاثة وسبعين قرية، مسيرة يوم للراكب السريع.
وقال ابن حجر قال ابن سعد: إن النبي كتب إليهم فخرج إليه وفدهم أربعة عشر رجلا، وعند ابن إسحاق من حديث كرز بن علقمة: أنهم كانوا أربعة وعشرين رجلا.
وفي تفسير ابن كثير ١٦٤:٢ «قدم على رسول الله وفد نصارى نجران ستون راكبا فيهم أربعة عشر رجلا من أشرافهم.
(١) سورة آل عمران، ٦١
(٢) السيد والعاقب: في فتح الباري ٧٣:٨، وتفسير ابن كثير ١٥٥:٢، وطبقات ابن سعد ٣٥٧:١: أما السيد فاسمه الأيهم - بتحتانية ساكنة - ويقال شرحبيل، وكان عالمهم وصاحب رحالهم ومجتمعهم ورئيسهم، والعاقب واسمه عبد المسيح، وكان ذا رأيهم وصاحب مشورتهم، والذي لا يصدرون إلا عن رأيه. وقال ابن حجر في فتح الباري: وكان معهم أيضا أبو الحرث بن علقمة، وكان أسقفهم وحبرهم وصاحب مدارسهم.