للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

المسجد، فقال جرير: أين رسول الله يا معاشر قريش؟ فقال رسول الله «هذا رسول الله يا جرير، أسلم تسلم يا جرير، أسلم تسلم - قالها ثلاثا - يا جرير إنك لم تستحق حقيقة الإيمان، ولن تبلغ شريعة الإسلام حتى تدع عبادة الأوثان، يا جرير إن غلظ القلوب والجفاء والحوب (١) في أهل الوير والصوف، يا جرير إني أحذرك الدنيا وحلاوة رضاعها ومرارة فطامها» فقال جرير: يا رسول الله، ما الذي جئت أسألك عنه؟ قال «جئت تسأل عن حقّ الوالد على ولده، وعن حق الولد على والده، ومن حق الوالد على ولده أن يخضع له في الغضب والتعب، ومن حق الولد على والده أن يحسن أدبه وأن لا يجحد نسبه، إن المكافئ ليس بالواصل، إنما الواصل من إذا قطعت رحمه وصلها» قال فقال النبي «يا جرير أين تنزلون؟» قال: ننزل في أكناف


=وروى شعبة وهشيم عن إسماعيل بن أبي خالد عن قيس بن أبي حازم عن جرير بن عبد الله البجلى قال: ما حجبني رسول الله منذ أسلمت ولا رآني قط إلا ضحك وتبسم. وقال فيه رسول الله حين أقبل وافدا عليه «يطلع عليكم ذي يمن، كأن على وجهه مسحة ملك» فطلع جرير، وبعثه رسول الله إلى ذي كلاع وذي رعين باليمن. وفي جرير قال الشاعر:
لولا جرير هلكت بجيلة … نعم الفتى وبئست القبيلة
قال عمر بن الخطاب : ما مدح من هجى قومه (الإصابة ٢٣٣:٣، الاستيعاب ٢٣٤:١، أسد الغابة ٢٧٩:١، المستدرك على الصحيحين ٤٦٤:٣، التاج الجامع للأصول ٤١٣:٣ (. والحديث ورد في منتخب كنز العمال ١٥٢:٥، وفيه بينما رسول الله يخطب إذ عرض له في خطبته فقال: «سيدخل عليكم من هذا الفج أو من هذا الباب من خير ذي يمن على وجهه مسحة ملك، قال جرير فحمدت الله على ما أبلاني به .. الحديث.
(١) الحوب: الإثم، وانظر الحديث في النهاية في غريب الحديث ٤٥٥:١.