فخرجا سريعين حتى أتيا بني سالم بن عوف وهم رهط مالك بن الدخشم فقال مالك لمعن: أنظرني حتى أخرج إليك بنار من أهلي، فدخل أهله فأخذ سعفا من النخل فأشعل فيه نارا، ثم خرجا يشتدان حتى دخلا المسجد وفيه أهله، فحرقاه وهدماه، وتفرقوا عنه، ونزل فيهم من القرآن ما نزل «وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مَسْجِداً ضِراراً وَ كُفْراً» إلى آخر القصة «الآيات ١٠٧ - ١١٠ من سورة التوبة» وكان الذين بنوه اثنى عشر رجلا. (تفسير الطبري ١٦:١١). وانظر أيضا الخبر بطوله في تفسير ابن كثير ٢٣٩:٤ وكذا معالم التنزيل للبغوي ٢٣٨:٤. (١) هو أبو عامر الراهب، كان بالمدينة قبل مقدم النبي ﷺ وقد تنصر في الجاهلية، وقرأ علم أهل الكتاب، وكان فيه عبادة في الجاهلية وعلم أهل الكتاب، وله شرف في الخزرج كبير، فلما قدم الرسول ﷺ مهاجرا إلى المدينة، واجتمع المسلمون عليه، وصارت للإسلام كلمة عالية، وأظهرهم الله يوم بدر شرق اللعين أبو عامر بريقه وبارز للعداوة وظاهر بها، وخرج فارا إلى كفار مكة من مشركي قريش فألبهم على حرب رسول الله ﷺ، وقدموا عام أحد، وكان هذا